لست ادري مثلي مثل كثير من المصريين لماذا تهرب حكومة الدكتور الجنزوري وهي المسماة حكومة الانقاذ من مواجهة المشاكل اليومية للمواطنين والازمات الخانقة للاقتصاد الي مداعبة الرأي العام ودغدغة المشاعر الوطنية بمشروعات عملاقة من قبيل تنمية وتعمير سيناء بل والمشاركة في اعمار العراق وليبيا ؟!! ليس هذا تقليلا من اهمية هذه المشروعات للاقتصاد وللمواطن المصري ولكن من حيث أولويات المرحلة ومن حيث اللياقة الدستورية والتشريعية لأن الحكومات المؤقتة ليست مؤهلة تشريعيا ودستوريا لهذه المشروعات العملاقة او لعقد اتفاقات مع دول العالم علي المدي الطويل لأن هناك حكومة جديدة وبرلمانا جديدا ورئيس جمهورية علي الأكثر بعد ستة اشهر فليس من الحصافة ولا اللياقة ان تكبله الحكومة المؤقتة بالتزامات ربما لا تمثل اولوية في اجندتها التي تم انتخابها. بناء عليها من قبل المواطنين. المواطن يريد من الحكومة الحالية حل مشكلاته اليومية, يريد حلا لمشكلة انبوبة البوتاجاز, يريد أن يشعر بالامان, يريد أن تنتظم حركة قطارات السكة الحديد حتي لا يذهب الي المحطة ويفاجا بتوقف الحركة, يريد ان يشعر باحترام كرامته حينما يتعامل مع هيئة التأمين الصحي التي يتعامل موظفوها مع المرضي بالمن والاذي. دخول التاريخ لا يتم فقط من بوابة المشروعات الكبري. امام الدكتور الجنزوري فرصة لدخول التاريخ من بوابة حل مشكلات المواطنين العاجلة في هذه المرحلة, هناك بوابات اخري امام الحكومة لدخول قلوب وعقول المصريين الآن مثل حل مشكلة مصنع موبكو ومصنع الاسمدة بالسباعية وانتظام حركة قطارات السكة الحديد وتشغيل عشرة مصانع من المصانع المعطلة والسيطرة علي جنون الاسعار واستعادة الامن. ايضا امام الدكتور الجنزوري فرصة اخري لتطوير البنية الاساسية لانقاذ الاقتصاد واصلاح هيكل الموازنة قبل الانهيار. وذلك من خلال تحفيز الانتاج وبث الثقة في مناخ الاستثمار لان هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق زيادة حقيقية في موارد الدولة من ضرائب وجمارك. تشغيل مشروعات البنية الاساسية في الطرق والمواني والمياه والصرف الصحي في المدن والقري المصرية افضل حاليا للمواطن والاقتصاد المصري من سفر لجان حكومية الي العراق التي توشك حكومتها علي الانهيار او ليبيا ذات الحكومة غير القادرة علي عقد اتفاقات مع فصائل وقبائل شعبها. هناك فرص للعمل امام حكومة الجنزوري داخل مصر بدلا من الهروب الي الخارج فأموال التأمينات التي تم تحميل عبء ادارتها علي الدكتورة نجوي خليل القادمة من معهد البحوث الجنائية يمكن للدكتور الجنزوري استخدام خبرته في استثمار هذه السيولة حتي لا تضطر الوزيرة للاستعانة بوزير سابق من الفلول!!! ايضا اموال الصناديق الخاصة والمتخصصة من المعونة الاوروبية يمكن اذا ما افصحت فايزة ابو النجا عن قيمتها الحقيقية والتي تنفق علي مكاتب الوزراء الاستفادة منها في اصلاح عجز الموازنة. اذن هناك فرص عمل كثيرة داخل مصر لحكومة الدكتور الجنزوري بدلا من السفر للخارج. ارجوك يا سيادة رئيس وزراء حكومة الإنقاذ وفر فلوس السفر وركز في حل المشكلات العاجلة ومنها ممارسة عملك من مقر الحكومة بدلا من تضييع الوقت والمال, فليس لديك الوقت للمشروعات العملاقة حاليا.