الدكتور كمال الجنزوري هو كمبيوتر الحكومة المصرية.. فهو رجل خبير بالأرقام والاحصائيات والحسابات والتخطيط الدقيق لمستقبل مصر فهو يعرف كل صغيرة وكبيرة في دولاب العمل للحكومة المصرية. وقد أحسن المشير طنطاوي واعضاء المجلس العسكري صنعا بتكليفه رئيسا لحكومة انقاذ الثورة فهو الرجل المناسب في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها مصر يعرف كل مشاكل مصر وأساليب وخطط حلولها لو أعطيناه الفرصة كاملة وتوقفنا عن التظاهرات التي تعوق عمل الحكومة وتمنعه من الوصول الي مقر الحكومة في وسط البلد، صحيح ان الجنزوري عندما كان رئيسا للوزراء كان له مكتب في وزارة التخطيط يدير منه أعمال الحكومة وهذا ما يفعله الان. طلب الدكتور الجنزوري من المشير طنطاوي ان يمنحه صلاحيات رئيس الجمهورية حتي يستطيع تلبية مطالب الثوار وايقاف نزيف انهيار الاقتصاد المصري واستجاب له المجلس العسكري بهذه الصلاحيات عدا الجيش والقضاء من أعمال السيادة. عرفت د. الجنزوري عندما كنت محررا »للأخبار« في وزارة التخطيط وقبل القاء احد بيانات الحكومة طلبته في منزله لأعرف بعض الاخبار فرد علي مداعباً هوه انت يا استاذ انور سبت لي حاجة اقولها في بيان الحكومة فضحكت معه.. الدكتور الجنزوري رجل عالم وفكر وتخطيط وعالم من علماء مصر في هذا المجال لذلك تعرض لمؤامرات داخل مجلس الوزراء وفي مؤسسة الرئاسة.. ذات يوم قال لي المرحوم المهندس سامي مبارك شقيق رئيس الجمهورية السابق عندما علم ان هناك اتجاهاً لتكليف عاطف عبيد برئاسة الوزراء بدلا من الجنزوري فاتصل بالرئيس ونصحه بأن عبيد ليس لدية فكر اقتصادي ولا سياسي فرد عليه الرئيس بأنه لا يفكر في هذا .. ولكن لوبي عبيد استطاع بالوشاية في مؤسسة الرئاسة اقالة د. الجنزوري الرجل المحترم نظيف اليد. وجاء عبيد ليبيع مصر وممتلكات الشعب بأبخس الاثمان وهو الان يحاكم في قضايا الفساد وانتشرت الشائعات المغرضة حول نزاهة الجنزوري للحد من شعبيته الجارفة بين المواطنين وظل الرجل في عزلته الاجبارية حتي قامت الثورة واختاره المشير طنطاوي رئيسا لوزراء حكومة الانقاذ وطلب منه المشير ومن حكومته مواجهة الفساد بجميع اشكاله ووسائله وتعزيز الديمقراطية ورعاية اسر مصابي الثورة وعودة الامن للشارع المصري الذي يدفع عجلة الانتاج الي الامام ويتيح عودة الجيش لثكناته والدعم الكامل للشباب وتلبية احتياجات المواطنين الاساسية. لكن شباب الثورة في التحرير رفضوا د. الجنزوري وحكومته ومنعوه من دخول مجلس الوزراء وطالبوا بحكومة انقاذ برئاسة الدكتور البرادعي الذي رفض الاخوان المسلمون رئاسته للحكومة وهم الذين سيصبحون الاغلبية في البرلمان. استطاع الجنزوري بالحوار مع شباب الثورة اقناع بعضهم بأنه لن يضع مطالب الثورة في ثلاجة وستقوم حكومته بعلاج مصابي الثورة حتي الذين استشهدوا واصيبوا في احداث ماسبيرو ومحمد محمود وترشيد الانفاق الحكومي بما يوفر 02 مليار جنيه وإعادة الاموال المهربة والامن للشارع المصري خلال عدة اسابيع ومنح تيسيرات للمشروعات الصغيرة وحل مشكلة 0051 مصنع متعثر ووعد المعتصمين اصحاب المطالب الفئوية بالعمل علي حل مطالبهم وطرح 001 الف قطعة ارض للاسكان العائلي وتلبية احتياجات المواطنين الاساسية ولا ننسي مشهد بكائه وتأثره من رجل فقير يبحث عن الأمن لأولاده قبل رغيف عيش. الدكتور الجنزوري رجل هذه المرحلة الصعبة بكل تأكيد فلنعطه الفرصة لانقاذ مصر.