من أهم المواقف الوطنية التي تحسب للإمام الأكبر فضيلة د. أحمد الطيب شيخ الأزهر مبادرته التي أطلقها في عقب احداث الفتنة الطائفية التي اندلعت في اسيوطوالمنيا والجيزة بإنشاء بيت العائلة المصرية برئاسته وبمشاركة البابا شنودة بطريرك الكرازة المرقسية ويعقد بصفة دورية في رحاب الأزهر الشريف. ويضم في عضويته نخبة من كبار رجال الدين الاسلامي والمسيحي ولفيف من كبار المفكرين والمثقفين والسياسيين من الجانبين وتهدف المبادرة وفقا لخطتها وأهدافها الوطنية الي الحماية والحفاظ علي نسيج الأمة الواحد مسلمين واقباطا من كل التحديات التي تحيط بها وبعض التصرفات الفردية التي تحدث من بعض الشباب والشابات وتكون نتيجة لزواج مسيحية بمسلم وحالة الغضب التي تحدث بسببها بين عائلات هذا الشاب أو الشابة وسرعان ماتتحول إلي معارك طاحنة تضيع بسببها ارواح وتحرق وتهدم منشآت وتحدث اصابات وغيرها من المخاطر الأخري التي لم يشهدها تاريخ العلاقات الوطيدة والوثيقة بين الأقباط والمسلمين الذين صنعوا وأرسوا قواعد أول وحدة وطنية راسخة كانت ولا تزال مثار حديث العالم كله واصبحت مثلا يحتذي به دول كثيرة تنشد الوحدة بين صفوف مواطنيها وتزرع في شبابها جذور التضامن والود بين الجميع. هذه المبادرة التي أطلقها الإمام الاكبر تعتبر اهم مبادرة في تاريخ الوحدة الوطنية منذ الفتح الاسلامي ودخول عمرو بن العاص مصر واستقبال شعب مصر كله مسلمون واقباط فرحين بدخول القائد عمرو بن العاص وحرصه في بداية هذا الفتح العظيم علي تأكيد روح التسامح والمحبة والتراحم الذي تحلي به الاسلام واشادته وسعادته بكل اقباط مصر وترابطهم ومودتهم واعتبارهم اقرب الناس الي الاسلام والمسلمين وانهم في مصر يمثلون روح التضامن بأجمل صورها وان رسول الانسانية محمد صلي الله عليه وسلم كثيرا ماكان يوصي بأقباط مصر ويحرص علي ان يكونوا دائما في امن وامان مع اشقائهم المسلمين وان مصر هي وطنهم جميعا الذي يحرصون علي تقدمه وازدهاره ويضحون بأرواحهم معا من اجل حماية مقدساته وتجسد هذه المبادرة كل المواقف العظيمة التي جمعت بين المسلمين والاقباط علي مدي تاريخهم الوطني والتي تجلت في ثورة19 بزعامة سعد زغلول عندما التقوا معا في رحاب الأزهر الشريف ضد المستعمر يهتفون معا بقلب رجل واحد عاش الهلال مع الصليب الاستقلال أو الموت الزؤام وكذلك في انتصار اكتوبر73 عندما كان الجندي المسلم مع شقيقه المسيحي في خندق واحد يحملان السلاح معا من اجل استرداد الكرامة المصرية بعد نكسة67 وحققوا العبور العظيم معا وحطموا خط بارليف الحصين معا ورفعوا علم مصر خفاقا علي أرض سيناء المحررة معا وغيرها من المواقف الأخري التي ذكرتنا بها مبادرة الامام الأكبر, واستطيع ان اعرض في هذا المقال بعض النتائج المستمرة التي حققها بيت العائلة المصرية مع بعض مقترحاتنا لدعم مسيرة هذا البيت الذي يعقد اجتماعاته في رحاب الأزهر ومن اجل ان يصبح له وجود اكبر في كل مكان علي أرض هذا الوطن وذلك علي النحو التالي: نجاح بيت العائلة: استطاع البيت حل كثير من النزاعات والمشكلات التي حدثت بين المسلمين والمسيحيين خلال الفترة الماضية ووأد الفتنة في مهدها وقبل ان تشتعل وذلك بالتدخل الفوري من جانب شيخ الأزهر والبابا شنودة وبحضور بعض القيادات الدينية وكبار المثقفين والسياسيين الذين يحرصون علي حماية الوحدة الوطنية ودعمها, وظهر ذلك بوضوح في عمليات الصلح التي تمت بين كثير من عائلات المسلمين والاقباط الذين استجابوا بكل الحب للقيادتين الكبيرتين شيخ الأزهر والبابا شنودة ودورهما في حماية الوحدة الوطنية ونسيج الأمة الواحد. بيوت للعائلة بالمحافظات: بعد نجاح مبادرة شيخ الأزهر د. أحمد الطيب بإنشاء بيت العائلة المصرية بمشاركة البابا شنودة في تحقيق التهدئة والاستقرار بين المسلمين والأقباط واشاعة روح المحبة بينهم من جديد في وطنهم الواحد. اقترح ان يتبنيا معا شيخ الأزهر والبابا تعميم التجربة علي مستوي الجمهورية وذلك بانشاء بيت للعائلة المصرية بكل محافظة تحت رعاية المحافظ وبرئاسة اكبر شخصيتين دينيتين من المسلمين والاقباط بالمحافظات وتضم نخبة من كبار رجال الدين الاسلامي والمسيحي وبعض المثقفين والسياسيين للقيام بنفس المهمة في حل جميع المشكلات والنزاعات التي يمكن ان تحدث بين المسلمين والاقباط في حينها وقبل اشتعال أي فتنة طائفية, وان يسعي البيت لتأكيد روح التضامن والمحبة بين الجميع مسلمين واقباطا الذين يشتركون معا في احياء مناسباتهم الدينية ويرفعون معا شعار الود والتسامح والنهوض بالاقليم بحيث تبدأ بإنشاء هذه البيوت في المحافظات التي يحدث فيها هذا التوتر مثل المنياواسيوط وقنا والأقصر والجيزة, علي ان يتم تعميمها بعد ذلك بجميع المحافظات الأخري, وبذلك يكون قد اسهمنا في نجاح مبادرة شيخ الأزهر والبابا شنودة لتنتشر روح التسامح والمحبة من جديد بين نسيج الأمة, وأكدنا ان المسلمين والأقباط في مصر اشقاء واحباء يعيشون معا علي أرض وطنهم الواحد وتحت راية أعظم وحدة وطنية عرفتها الانسانية. المزيد من مقالات مصطفى الضمرانى