هدية مرسى للصحفيين فى «المقطم»

الاعتداء بوحشية على الصحفيين بالضرب والسحل أمام مقر جماعة الإخوان المسلمين بالمقطم، هو أولى هدايا الرئيس مرسى وجماعته وميليشياتها للجماعة الصحفية، بعد انتخاب نقيب ومجلس من خارج الجماعة، ومن ينتمون إليها. الرد والعقاب جاء سريعا من الجماعة المعادية لحرية الرأى والتعبير، والكارهة للإعلام الحر الفاضح والكاشف لممارساتها الإرهابية والفاشية منذ استيلائها على الحكم فى مصر ضد الصحفيين التى وصلت الى حد القتل، ثم الملاحقات القضائية.. اتصل الرئيس بالنقيب الجديد ضياء رشوان لتهنئته بفوزه ودعوته للاجتماع به وبالمجلس الجديد، ثم بعدها بأقل من ساعة خرجت ميليشيات الحرس الإخوانى أمام مقر الجماعة المحظورة غير الشرعية، ومكتب الإرشاد تحمل الشوم والجنازير وفى حماية وزارة الداخلية تعتدى على المتظاهرين والصحفيين.. ماحدث فى المقطم هو التحدى الأول أمام النقيب والمجلس الجديد لنقابة الصحفيين الذى عليه أولا رفض التهنئة والدعوة، والانتفاض للدفاع عن المهنة وعن كرامة وحقوق الصحفيين ضد نظام الميليشيات الحاكم والسلطة الغاشمة.
النقيب الجديد مطالب الآن بعدم المشاركة فى تجميل وجه نظام قبيح، يمارس العنف والتنكيل بالصحفيين، ويعيد إنتاج سياسات النظام السابق فى عدائه للحريات الإعلامية والانقضاض عليها، وسواء كان يعلم الرئيس قبل «التهنئة والدعوة»، أو لايعلم بما حدث ضد الصحفيين فى المقطم، فهو المسؤول الأول سياسيا عن الضرب والسحل الذى تزامن مع زيارة وفد أمنى لحركة حماس لمرشد الإخوان فى مصر.. فهل سيصبح من المقبول واللائق تلبية الدعوة والاجتماع مع السلطة التى تعكس أفعالها على الأرض عداء شديدا لحرية الرأى والتعبير.
نحن أمام وضع خطير تكون فيه حرية الصحافة أو لاتكون - كما قال ضياء رشوان عقب انتخابه - فلم تمر سوى ساعات قليلة من ملحمة انتخابات نقابة الصحفيين، حتى جاء الرد سريعا مكملا لسياسات التضييق منذ وصول الإخوان للحكم، وبتوظيف أقسى درجات العنف ضد الصحفيين، وتزييف حقيقة ماحدث فى المقطم من قيادات الجماعة، التى اتهمت الصحفيين «باستفزاز شباب الإخوان فى مقر المقطم» الذى لا يعرف أحد هويتهم، ومبرر وجودهم داخل المقر الذى تسكن فيه جماعة غير شرعية، وتحميه قوات الأمن النظامية التى يصر وزير الداخلية على توريطها، واقحامها فى العنف السياسى بين الجماعة والمعارضين لها.