توقع الكاتب الأمريكى الشهير توماس فريدمان أن نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر إجراؤها فى نوفمبر المقبل، لن تحدد فقط مستقبل ومصير الشعب الأمريكى وحده، بل إنها ستؤثر أيضا وبشكل قوى على مجريات الأحداث من تطورات جديدة أو صراعات فى منطقة الشرق الأوسط. وأوضح الكاتب الأمريكى - فى سياق مقاله الذى نشرته صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية اليوم الأربعاء وأوردته على موقعها الإلكترونى -أن خطاب مرشح الحزب الجمهورى للانتخابات الرئاسية ميت رومنى، الذى ألقاه الاثنين الماضى حول السياسة الخارجية، يمكن أن يتم اختزاله إلى فكرة واحدة وهى: أن نعزو الأخطاء التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط إلى غياب دور القيادة الأمريكية بسبب باراك أوباما. وقال "إذا اعتبر هذا الخطاب مؤشرا على نهج رومنى فى السياسة الخارجية، فهذا النهج سيكون مدعاة للقلق".. مشيرا إلى أن خطاب رومنى لم يكن متقدما أو متطورا فى وصفه لتطلعات الشعوب فى الشرق الأوسط، ولم يكن دقيقا فى وصف ما قام به أوباما. وأضاف فريدمان أن أسوأ ما يمكن أن نرسله فى الوقت الراهن إلى شعوب الشرق الأوسط هو رسالة تفيد بأن مستقبلهم رهن بما سيقوم به الشعب الأمريكى، مشددا على أن العالمين العربى والإسلامى فى حاجة إلى نهج جديد جوهرى من قبل الإدارة الأمريكية ومن غيرهم. ورأى فريدمان أنه منذ بداية الصحوة العربية (الربيع العربى) وواشنطن تبحث عن سبل للتواصل مع الشباب العربى الذى قاد هذه الثورات، موضحا أن واشنطن فى حاجة للتخلص من عقلية الحرب الباردة المتفشية، والتوقف عن بيع الأسلحة هناك للحفاظ على بقاء "الأقوى" فى الحكم والذى بدوره يحافظ على المصالح الأمريكية هناك .