"النقابات المستقلة" تمرد بدأ الانتشار فى جميع القطاعات العمالية ضد الاتحاد العام لعمال مصر ونقاباته العامة ال23، وكما انتشرت عدوى الإضراب بين جميع المصانع بدأت عدوى تشكيل التنظيمات النقابية المستقلة عن الاتحاد العام تنتشر فى المصانع، خاصة بعد أن قاد هذه الحركة أصحاب أكبر حركتين احتجاجيتين عرفتهم مصر، وهم موظفو الضرائب العقارية وعمال غزل المحلة الذين قادوا مصر فى موجة من الإضرابات بدأت منذ 3 سنوات وحتى الآن. النقابة المستقلة لموظفى الضرائب العقارية تضم فى عضويتها 27 ألف موظف من بين 55 ألف موظف، وتنقسم إلى 14 لجنة فرعية تمثل كل محافظة، بالإضافة إلى المجلس العام للنقابة والمشكل من ممثلين لجميع المحافظات، وهى أول نقابة مستقلة تشكل فى مصر منذ 51 عاما. أما عمال غزل المحلة البالغ عددهم 25 ألف عامل فقد نجحوا فى جمع 10 آلاف توقيع حتى الآن، ومن المتوقع أن يعلنوا عن تأسيس نقابتهم خلال نهاية فبراير الجارى. النقابات المستقلة جاءت كرد فعل على صعوبة تشكيل اللجان النقابية فى المصانع، فرغم أن الإجراءات بسيطة وفقاً لقانون 95 وهى خمسون عاملاً يسجلون أسمائهم بالنقابة العامة التابعين لها، ويسددوا الاشتراكات لمدة ستة شهور، بعد ذلك تقوم النقابة بإبلاغ الشركة بتكوين جهة إدارية من العمال حتى إجراء انتخابات تكوين نقابة عمالية، لكن مضايقات كثيرة يتعرض لها العمال من أصحاب العمل لمنعهم من هذا الإجراء. تخوين العمال واتهامهم بالعمالة للخارج هو السلاح الذى يهاجم به قيادات اتحاد العمال التنظيمات النقابية التى تأسست مؤخرا خارج نطاق سيطرتهم، فرئيس النقابة العامة للعاملين بالغزل والنسيج سعيد الجوهرى، هاجم عمال المحلة والنشطاء العماليين العاملين خارج نطاق اتحاد العمال والداعين إلى تشكيل تنظيمات نقابية مستقلة، ووصفهم بأنهم "عملاء للخارج وممولين من جهات أجنبية ويسعون إلى تشكيل تنظيمات نقابية خارجة عن الشرعية، وذلك تطبيقا لأجندة خارجية تفرضها عليهم الجهات التى تمولهم"، ويضيف الجوهرى أن هذه التنظيمات خارجة عن القانون، وأعضاءها لابد أن يتعرضوا للمساءلة القانونية. محمد العطار القيادى العمالى بشركة غزل المحلة، رفض هجوم الجوهرى، وقال إنه كلام لا أساس له من الصحة، وإن العمال من الممكن أن يقاضوه على هذه الاتهامات التى تسىء لهم، وأضاف "لو كان الاتحاد يقوم بدوره وواجبه تجاه العمال مكنش حصل كده وكنا التفينا حوله بدلا من تأسيس نقابة مستقلة". أما كمال أبو عيطة القيادى بالضرائب العقارية ورئيس مجلس إدارة نقابتهم المستقلة، نفى أن يكون هناك أى علاقة بين العمال وجهات أجنبية، وقال إنه لم يحدث تلقى أى مساعدات مالية من جهة خارج مصر أو حتى داخلها وإن كل نفقاتهم المالية تأتى من تبرعات الموظفين أنفسهم". "تستمد شرعيتها من شرعية مطالب مؤسسيها" كما يقول صابر بركات الناشط النقابى الذى يرى رغم عدم شرعية هذه القانونية، فإنها ستستمد شرعيتها من "شرعية مطالب مؤسسيها". ويؤكد بركات على أن تأسيس نقابات مستقلة ليس أمراً صعباً، وأن أصحاب أى مهنة يمكنهم فرض شروطهم على الدولة مادامت لهم مصلحة فى تأسيس نقابة مستقلة عنها وعن أجهزتها، تتبنى مصالحهم وتدافع عنهم.