«(مصطفى) اتأخر علينا قوي، ليه؟».. سؤال وجهه عمال لأسرة «مصطفى»، سائق «ميني باص» في أوسيم بالجيزة، خلال اتصال هاتفى، إذ كان الأخير يعتاد توصليهم إلى منازلهم من محل عملهم في طريق الواحات، لتبدأ رحلة البحث عن السائق لتبدأ بالعثور على سيارته الأجرة بالطريق الدائري في الوراق وتنتهي باكتشاف جثمانه بالطريق الدائري الأوسطي بمدينة 6 أكتوبر، وبتكثيف التحريات حول الواقعة كانت فاجعة أسرة المجني عليه إذ أن صديق الأخير استعان بخطيبته ووالدتها لارتكاب الجريمة. «راح الجنة» «تقاوي»، سائق، حاول تضليل أسرة «مصطفى»، 34 عامًا، إذ بحث معهم عنه في كل مكان منذ تلقيهم خبر اختفائه في ظروف غامضة، زار أسرته وأخذ يكرر اتصالاته عليهم مرارًا وتكرارًا «محدش يقلق بدور عليه، مش هترتاح إلا لما ألاقي أخويا وصاحبي»، إلا أنهم بعد 4 أيام عرفوا بسرقة الأتوبيس قيادة الشاب الثلاثيني، وعقب القبض على صاحبه صدمتهم اعترافاته أمام اللواء محمد الشرقاوي، مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بمديرية أمن الجيزة «استدرجته، وجبت سلك كهرباء وخنقته بإيدي، وسرقت الأتوبيس بتاعه وسيبته على دائري الوراق وخوفت، بعدما رميت الجثة على الطريق الأوسطي»، مضيفًا: «خطيبتى وأمها، اشتركا معي في الجريمة». «بابا مش هيرجع لنا تاني؟»، كانت الطفلة ابنة «مصطفى»، توجه سؤالها لعم أبيها (جدها)، بينما يجيبها «أبوكِ راح عند ربنا، راح الجنة يا حبيبتي»، تدمع عينه «اتقتل غدر ضنايا»، موضحًا «ده صاحبه كان بيدور معانا عليه، قتل القتيل ومشي في جنازته، ولا كأنه عمل حاجة خالص». «افتكرنا حد خطفه» «من البيت للشغل والعكس»، هكذا يوم «مصطفى»، فرحلة عمله من الصباح تبدأ ب«نقل عمال للشركة وعمل وردية تانية للركاب، ولما يخلصها بيروح يجيب الصنايعة يروحهم»، يشير عم السائق إلى أنه تلقى اتصالًا، الأربعاء قبل الماضي، من عمال يسألونه عن سبب غياب ابن أخيه لساعات طويلة «كلنا طلعنا ندور عليه في كل الطرق اللي اتعود يمشي عليها، بعدما لقينا تليفوناته مقفولة». بلاغ تغيب حررته أسرة «مصطفى» بمركز شرطة أوسيم، وبفحص كاميرات المراقبة من قبل فريق البحث الجنائي المشكل لكشف ملابسات الواقعة، بإشراف اللواء هاني شعراوي، اتضح أن مرور «الميني باص» خاصته من أعلى دائري الوراق، حيث عثرت الشرطة عليه، وفي بادئ الأمر، وفق ابن عمومة السائق «افتكرنا حد خطفه، وعايز فدية، وفضلنا منتظرين حد يتصل، مفيش». القبض على المتهم بالعرض على اللواء سامح الحميلي، مدير أمن الجيزة، طلب توسيع دائرة الاشتباه وتتبع خط سيارة «الميني باص»، لتكشف التحريات أن «تقاوي» صديق السائق المختفى، أنهى حياته شنقًا وألقى بالجثمان على الطريق الأوسطي ب6 أكتوبر، حيث عثر عليه. عائلة المجني عليه، كانت في حالة دهشة غير مصدقين، قدوم الشرطة للقبض على «تقاوي» وسط فرح كان مقام داخل منزله، إذ عرفوا بأن الأخير استدرج الابن إلى منطقة نائية وقتله بمعاونة خطيبته وأمها بغرض سرقة «الميني باص». «واكل عيش وملح» «ابننا كان بيدي صاحبه العربية، يطلع بيهم ورديات عشان يمشي نفسه»، وفق أسرة «مصطفى»، فإن «المتهم واكل عيش وملح معانا، وقبل ارتكابه للجريمة كان لسة في بيتنا، وبعدها اتصل عليه لما مشي بعربيته عشان يجيب العمال، وقابله في منتصف الطريق عشان يروح معاه، إلا أنه كان مستعد لقتله». في التحقيقات، قال المتهم إنه طلب من صديقه «خليني أسوق أنا العربية، وفجأة توقف في مكان ناءِ حيث كانت خطيبته وأمها في انتظاره، وثلاثتهم كتفوه وضربوه وخنقوه بسلك، ورموا الجثة في الطريق الأوسطي، وأثناء عودتهم بالسيارة تخلوا عنها على الدائري خوفًا من افتضاح أمرهم». النيابة العامة، قررت حبس المتهمين ال3 لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، وبالعرض على قاضي المعارضات أمر بمدة فترة الحبس الاحتياطي 15 يومًا. كشف ملابسات ما تبلغ لقسم شرطة ثان #أكتوبر بمديرية أمن #الجيزة بالعثور على جثة (سائق- مقيم بدائرة مركز شرطة #أوسيم) بجوار الطريق الدئرى الأوسطى بدائرة القسم وبها آثار سحجات.. وبسؤال شقيقه (عامل- مقيم بذات العنوان ) قرر بخروج المجنى عليه من منزله بالميكروباص قيادته ولم يقم… pic.twitter.com/Npqy2mjgCg — وزارة الداخلية (@moiegy) August 3، 2024 وزارة الداخلية تكشف تفاصيل الواقعة وزارة الداخلية، أصدرت بيانًا صحفيًا، السبت الماضي، وقالت فيه: «في إطار جهود أجهزة الوزارة لكشف ملابسات ما تبلغ لقسم شرطة ثانِ أكتوبر بمديرية أمن الجيزة بالعثور على جثة (سائق) مقيم بدائرة مركز شرطة أوسيم بجوار الطريق الدئرى الأوسطى بدائرة القسم وبها آثار سحجات وبسؤال شقيقه (عامل)، قرر بخروج المجنى عليه من منزله بالميكروباص قيادته ولم يقم بتحرير محضر بغيابه، وفى وقت لاحق تم العثور على الميكروباص بدائرة قسم شرطة الوراق، وأسفرت تحريات الأجهزة الأمنية عن تحديد وضبط مرتكب الواقعة (سائق) مقيم بدائرة مركز شرطة أوسيم)». وأضافت: «وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة بقصد سرقة السيارة الميكروباص قيادة المجنى عليه، إذ اتفق مع خطيبته، ووالدتها- مقيمتان بدائرة مركز شرطة أوسيم- تم ضبطهما- على ارتكاب الواقعة وإخفاء الميكروباص وتغيير معالمه، إلا أنهم لم يقوموا بذلك وتركوه بمحل العثور عليه، وبمواجهة المذكورتين أقرتا بما سبق، واتُخذت الإجراءات القانونية».
