من باب منزله أو من إحدى شرفاته العلوية يرى جمال سويلم كل ما يحدث عند معبر بيت حانون والمعروف بالعبرى باسم "إيريتز". وقرب المسافة والتى لا تتعدى 400 متر، لا تجعل من عائلة سويلم أول المتضررين عند حدوث أى اجتياح فقط، وإنما تجعل الصهاينة يرون كل حركة تقوم بها العائلة داخل منزلها، حيث يعيش جمال هنا منذ 49 عاماً، مع والده الذى يبلغ من العمر (90 عاماً)، بالإضافة إلى أبنائه الستة. جلسة طويلة فى ليل الشتاء الماضى جمعتنا داخله. أهم ما يميز منزل جمال سويلم هو كمية الثقوب التى أحدثها الرصاص الصهيونى، ويقول جمال، إن قوات الاحتلال تطلق النار على منزله بشكل عشوائى، كلما اجتاحت المنطقة أو حتى كانت فى طريقها إلى بيت حانون، بل يصل الأمر فى بعض الأحيان إلى أن تعيش الأسرة فى غرفة واحدة لمدة يومين للابتعاد عن خطر الاجتياح، فالوضع خطر جداً كما يقول سويلم. منزل جمال سويلم لم يتضرر وحده من الاجتياحات الصهيونية للقطاع، فقد امتدت الهمجية الصهيونية أيضا إلى أرضه "كان عندنا أشجار برتقال وليمون وجريب فروت وجوافة، وكان بعض الشجر عمره 50 عاماً، إلا أن قوات الاحتلال قامت بتجريف الأشجار. وعندما زرعنا شجراً جديداً، جرفوه للمرة الثانية، ولكن عندما جرفوا الشجر للمرة الثالثة، قررنا أن نزرع الخضراوات التى نعيش منها فى الأرض. عماد سويلم، شاب من سكان البيت عمره (15 عاماً) يقول، حياتنا هنا عبارة عن توتر وخوف وعدم استقرار، فأنا أتوقع الموت فى أى لحظة، نحن لا نستطيع الخروج من المنزل بعد الساعة 5 مساء، لأن الاجتياحات تحدث دائما فى المساء. لا يأتى عندنا زوار، لأن الناس تخشى من القدوم لهذه المنطقة. وأشار عماد إلى أن قوات الاحتلال قامت بإطلاق النار على جار العائلة منذ عامين فى المنزل المقابل، مما أدى إلى مقتله لكننا مصممون على البقاء وعدم المغادرة هذه أرضنا، وسنبقى فيها. عدة حقول فقط هى التى تفصل منزل عائلة سويلم عن معبر بيت حانون، لتعكس معاناة هذه العائلة مدى المخاطر والانتهاكات التى تواجه العشرات من العائلات الفلسطينية فى غزة. ورغم ذلك، لا يزالون صامدين ومصممين على البقاء. لمعلوماتك.. ◄ 7 هو عدد المعابر المحيطة بقطاع غزة، تخضع ستة منها لسيطرة إسرائيل والمعبر الوحيد الخارج عن سيطرة الاحتلال هو معبر رفح والذى تتحكم فيه الحكومة المصرية. ولكل معبر من المعابر الستة الأولى تسميتان، إحداهما عربية والثانية متداولة إسرائيلياً وهم معبر المنطار (كارنى)، بيت حانون (إيريتز)، العودة (صوفا)، الشجاعية (ناحال عوز)، كرم أبو سالم (كيرم شالوم)، القرارة (كيسوفيم). موضوعات متعلقة.. ◄ هنا غزة التى مازالت على قيد الحياة ◄ مأساة تحت القصف والحصار والسبب فتح وحماس.. قبل إسرائيل ◄ العامل الفلسطينى آلة متوقفة عن الإنتاج فى ظل الحصار ◄ الصياد الفلسطينى يعمل فى جزء من البحر ◄ حصاد الفلاح الفلسطينى فى موسم الحصار