"والله العظيم ما ضربت الولد كل الضرب ده" تلك كانت الكلمات التى نطق بها هيثم نبيل المدرس المتهم بقتل الطفل إسلام عمرو بدر فى الجلسة التى استمرت لست ساعات متواصلة بمحكمة جنايات الإسكندرية، التى قررت برئاسة المستشار سعد عبد الله تأجيل الحكم للثانى والعشرين من الشهر الجارى لحين سماع مرافعة الدفاع. وقد استمعت المحكمة اليوم السبت لأقوال الشهود، حيث أكد الدكتور محمد محمد عبد العزيز الطبيب الشرعى بإدارة الطب الشرعى بالإسكندرية والمسئول عن تشريح جثمان الطفل إسلام، أنه تبين وجود إصابات عبارة عن كسور شرخية حيوية بالعمود الفقرى من الفقرة الثانية إلى الخامسة على الناحية اليسرى مصحوبة بانسكابات دموية تكدمية بالرئة اليسرى، وأن الإصابة على النحو الموصوف ردود حيوية حديثة تنشأ عن المصادمة الشديدة بجسم صلب ويجوز حدوثها نتيجة الركل، وهى مطابقة لرواية اعتراف المتهم. ونفى الطبيب الشرعى وجود أى إهمال من مستشفى شرق المدينة فى إسعاف الطفل وعزا سبب الوفاة للإصابة التى أدخلت الطفل فى نوبة توقف للقلب والدورة الدموية ونقص التغذية الشريانية بالمخ وغيبوبة، وقد أعلن الطبيب أنه قد تمت بالفعل محاولات لتدارك إصابة المذكور بالإسعافات الطبية التى نتج عنها استعادة القلب لضرباته، إلا أنه توفى نتيجة فشل المراكز العليا بالمخ بسبب نقص التغذية الشريانية للأكسجين اللازم له. ورداً على أسئلة من دفاع الطفل إسلام أقر الطبيب، بأن الجثة وصلت إليه بعد مرور اثنتا عشرة ساعة من وجودها بثلاجة المشرحة، وكانت عارية تماماً من الملابس الداخلية، مما يصعب إثبات حدوث حالة تبول لا إرادى للطفل. من جهة أخرى نفى الطبيب المناوب الذى كان متواجداً بمستشفى شرق المدينة محاولة الدفاع تلفيق التهمة بإهمال فى الإسعاف السريع للطفل، والتى تمت فى قسم الطوارئ، بدعوى أنها لا يمكن أن تؤدى إلى كسور فى بالأضلاع الصدرية وإنما قد تؤدى إلى كسر فى منطقة الغضروف ولا تؤدى إلى الوفاة، كما أن الصدمات الكهربائية قد تحدث كدمات خفيفة دون مضاعفات جانبية، أما شهادة الدكتور أحمد إبراهيم صادق مدير مركز القدس الطبى، فقد جاءت فيصل القضية بعد أن أقر بوصول الطفل إليه فى العاشرة والنصف صباحاً من صباح يوم السادس والعشرين من شهر أكتوبر الماضى على أيدى بعض المدرسين بالمدرسة، وهو مصاب بازرقاق مركزى حول الشفتين وبرودة بالجسم وتوقف فى التنفس وارتفاع فى حدقة العين، مما يدل على موت الطفل نهائياً، وأنه لم يقم بأى إسعافات لإنقاذه حفاظاً على الوقت وسرعة نقله إلى مستشفى شرق المدينة، والتى تمت بالفعل من خلال سيارة خاصة. كما استمعت النيابة لشهادة الطفلين عبد الوهاب جمعة(11 سنة) وأحمد محمد إبراهيم(10 سنوات) والذى أكد على أن هيثم المدرس قد قام بإعطائهم واجباً مدرسياً وحذرهم بالضرب قبلها بيوم إن لم يؤدوه، وبالفعل قام بضرب حوالى خمسة عشر تلميذاً بمسطرة خشبية كلا ثلاث مرات، حتى جاء دور إسلام الذى أفلت من الضربة الثالثة ففاجأه المدرس بالشلوت. ثم استمعت المحكمة إلى أقوال سامية حسين سيد مديرة المدرسة، والتى أكدت على أخلاق هيثم النبيلة ومؤهلاته العليا التى مكنته من هذا العقد وتجديده لمدة سنة أخرى، فهو حاصل على بكالوريوس التربية بدرجة جيد جداً، ومن ناحية أخرى أشار محمد جابر محامى المجنى عليه أن وزير التربية والتعليم قام بمد فترة الخدمة لجمال معوض وكيل وزارة التربية والتعليم بالإسكندرية بدلاً من أن تنتهى فى الثالث والعشرين من الشهر الجارى إلى أغسطس 2009، لذا فهو يطالب الدفاع بإقالة وزير التربية والتعليم الذى سمح لكل هذا أن يحدث. يذكر أن القاضى قد قام برفع الجلسة للمداولة فى مشادة كلامية قام بها والد المجنى عليه ووالدته احتجاجاً على كلام الشاهدة مديرة المدرسة، وعلى هامش الجلسة انهار زميل للمدرس القاتل داخل قاعة المحكمة عند سماع دفاع الطفل إسلام قائلاً "دول مكانوش عشر عيال ضربهم".