دافع إلياس مراد، نقيب الصحفيين السوريين، عن تراجع حرية الصحافة فى بلاده، مؤكدا أنه لم يثبت حبس صحفى واحد بسبب رأيه، إلا فى قضايا تمس الرئيس، معتبراً أن ذلك حرية "غير مسئولة" وابتزاز سياسى واقتصادى، وفى الوقت ذاته انتقد مراد الصحافة اللبنانية ووصفها بالارتزاق وأنها مجرد مشاريع وليست صحافة مهنية.. مراد، الذى يشغل عدة مواقع هامة منها رئاسة تحرير صحيفة البعث، والنائب الأول لرئيس اتحاد الصحفيين العرب، طالبهم بالكتابة عن النظافة والتشجير والبيئة، بدلا من شتم الرؤساء والملوك. مراد وعد بالغاء قانون حبس الصحفيين، وفى الوقت ذاته أشار إلى إصراره على فصل أى صحفى يطبع مع إسرائيل مع الحديث عن مفاوضات سرية للسلام بين سوريا وإسرائيل.. كما كشف عن كثير من التفاصيل فى هذا الحوار: هناك تقارير حقوقية تؤكد تراجع حرية الصحافة فى سوريا ..فماذا قدمتم كنقابة من أجل تحسين تلك الأوضاع ؟ أقول بكل ثقة ووضوح، إنه منذ تسلم الرئيس بشار الأسد السلطة فى البلاد ، وهناك تقدم مستمر فى حرية الصحافة ودعم حرية الرأى والتعبير، وقد صدرت منذ العام 2002 وحتى 2008 نحو 150 صحيفة جديدة ، ومجلة من مختلف التوجهات . بالإضافة إلى تأسيس محطات فضائية خاصة وإذاعات، وهذا أمر جديد على البلاد، أما الحديث عن الحريات المفقودة ، فهذا أمر يتطلب وقفة، فما هو مفهوم الحرية التى نرفعها فى نقابتنا "الحرية مسئولية"، وهذا الشعار يعنى أن تقول رأيك، وأن تعالج القضايا بالنقد المثمر وليس بالشتائم، أى حرية مع شتم الرموز وانتهاك الحرمات ؟ ثم أية تقارير تلك التى يتحدثون عنها.. إنها تقارير للأسف، مغرضة ، وفى ظل وضع دولى يروج للعولمة، ويمارس القهر على الشعوب ثم يتحدث عن حقوق الإنسان بحجة الديمقراطية والحريات العامة. وللأسف ، أصبح هناك شراء لبعض الأقلام والضمائر لأهداف سياسية واقتصادية، من بعض الزملاء قليلى الخبرة ، والتجربة ، أومن بعض ملاك الصحف أو تجار يلجأون إلى التشهير بالمؤسسات السياسية والاقتصادية وهذا سوء استخدام للحرية. لكنك لم تجب عن سؤالى .. بالأساس ما دوركم فى الدفاع عن حرية الصحافة فى البلاد خاصة مع استمرار سجن الصحفيين وتوقيفهم ؟ لم يحبس صحفى إطلاقا بسبب رأيه ، ولم يقصف قلم أو تغلق صحيفة عبرت عن رأيها بحرية مسئولة .. اذكر لى حالة واحدة ؟ هناك حالات عديدة مثل اعتقال الكاتب ميشيل كيلو واضطهاد هيثم مناع وماتعرض له من تهديدات وملاحقات ..ومصادرة جريدة بورصات وأسواق .. مقاطعاً هذا كلام تردده بعض الأقلام والمنظمات المأجورة، أؤكد لك لم يسجن صحفى واحد لرأى قاله ، باستثناء الرئيس .. فالرموز ياسيدى لاتشتم، انتقد من تنتقد ، لكن مامعنى أن تشتم الرئيس السورى أو ملك السعودية أو الرئيس المصرى؟ هذا خطأ بالطبع . ماذا يعنى أن تشتم الاسلام والمسيحية . هل هذه حرية ؟ ثم إن هيثم مناع مثلا ليس كاتبا هو ناشط فى حقوق الإنسان، وبعيد عن البلاد منذ 30 سنة ، ولم يأت لسوريا سوى مرة واحدة ، على حساب الحكومة ، وجاء وذهب ولم يتعرض لأية مضايقات ولكن الأقلام مازالت تتاجر باسمه .وهناك فرق بين الصحفى وعضو التنظيم السياسى الذى يعاقب لمخالفته القانون . المفروض أننى أتحدث أمام نقيب الصحفيين وليس رئيس تحرير صحيفة البعث ، لسان الحزب الحاكم؟ صحيفة البعث الداخلية أنا رئيس تحريرها ورغم ذلك ننتقد فى كل ما نكتبه كثيرا من الأوضاع التى لاتعجبنا ولا نراها تتماشى مع مصلحة الجماهير، وهناك خلط واضح لدى الرأى العام العربى، فالوضع الآن أن هناك أحزاباً فى السلطة عددها سبعة وتسمى الجبهة الوطنية التقدمية بما فيها حزب البعث، ولديها 9 صحف، وكل سنة تعقد مؤتمرات، وتنتقد الحكومة بأقسى أنواع النقد، لتصويب أخطائهم .وتوجيه الحكومة لما فيه مصلحة الناس.. وهناك أشياء مهمة مثل النظافة والبيئة والتشجير، تستدعى الصحفى للحديث عنه، فلماذا الحديث عن أشياء تهدم ولا تبنى؟ ألا ترى أن الصحافة اللبنانية أكثر تطورا مهنيا وتتمتع بسقف حرية أعلى بكثير من شقيقتها السورية؟ الحالة السورية لها خصوصية .. ومنذ فترة طويلة عندنا ثورة ونظام اشتراكى، لكن لبنان نظام يعتمد على التعددية ، لكن له أخطاءه ، فليس هناك مسئولية على الصحافة ، ولا توجد نقابة أو صحيفة تعاقب الصحفى، أو تؤنبه على أى خطأ ، لأن بعض الصحف هناك مجرد مشاريع أكثر منها صحافة ، نعم هناك صحفيون ناجحون فى لبنان ، ولكن للأسف هناك صحفيون مرتزقة، فلا أفهم مثلا كيف تتخصص صحيفة لبنانية فى شتم دولة ما؟ لماذا لم تبذلوا جهودا كافية كنقابة لإلغاء قوانين حبس الصحفيين؟ تحدثنا مع رئيس وأعضاء البرلمان، وطالبنا بتعديل قانون المطبوعات، وأعتقد أن الأيام القادمة ستشهد إلغاء كل القوانين التى تحبس الصحفيين فى قضايا النشر. تتردد الآن تسريبات عن مفاوضات سلام سرية بين سوريا وإسرائيل .. هل ستظل النقابة على موقفها من قضية التطبيع ؟ حتى لو قام سلام ، وكل مايتردد مجرد كلام ، سيبقى التطبيع منطقة محظورة ، وسوف يتم فصل أى صحفى يسعى لذلك . ألا ترى كنائب أول لرئيس اتحاد الصحفيين العرب أن الاتحاد فاقد لدوره وليس له أى تأثير على الصحافة والصحفيين؟ الاتحاد كيان عربى وقومى يجب أن يظل مستمرا ، والهجوم عليه يصب فى مصلحة كيانات أخرى مضادة للاتحاد وتريد تهميشه، وقضية تفعيله تحتاج إلى جهد وعمل جماعى يتطلب تضافر جهود الأمانة العامة مع نقابات وجمعيات الصحافة العربية ، لدعم الحرية المسئولة ونهوض وتطور الصحافة العربية.