أصدر مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبو ظبى للثقافة والتراث، الترجمة العربية لكتاب "النظرية فى الممارسة.. مدخل إلى النقد الأدبي" للمؤلفة آن.بى دوبى ونقله إلى اللغة العربية مجدى كبة. ويهدف الكتاب إلى انخراط القارئ فى حوار ساخن والغوص فى تفكير عميق لسبر أغوار النصوص الأدبية والقصائد الشعرية، وجوانب أخرى من الأدب والنظريات النقدية، فمن القراء من يبحث عن المتعة أو المعلومة فى قراءته، ومنهم من يتوجه فيما يقرأ إلى الآخرين للمشاركة وإياهم ما ألفه ممتعاً فى هكذا قراءات، ويدفع هذا الكتاب قراءه إلى تدارس الأسئلة التى يطرحها عليهم، ويقارنها مع أعمال أخرى للمؤلف عينه، ويستحضر فى الأذهان تجربة خاصة عاشها هذا القارئ، كما قد يقود إلى مناقشات بعيدة عن التكلف والرسمية ليعيش القراء حالة من النقاشات العفوية. ولدى إلقاء نظرة على جدول المحتويات يجد القارئ أن هذا العمل يبدأ بنُهُجٍ نقدية لا تبتعد عن المحادثة الودية المذكورة آنفاً، إذ تستدعى الفصول الأولى الانخراط فى أشكال الحديث الأدبى لينتقل الكتاب بعدها إلى تعريف هذا القارئ بمدارس نقدية جديدة ربما تكون أقل شيوعاً من غيرها، وذلك مع تحسن المهارات النقدية لديه. ويبحث الكتاب النُهج النقدية الجديدة كجزء من التحول الدراماتيكى الذى طال النقد الأدبى خلال العقود الخالية، كما يعرض وجهات النظر النقدية فى الفصول الافتتاحية، ليتحول بعدها إلى أشكال النقد الأكثر تعقيداً وتعددية، حيث ترد بين طياته فصول تتناول تلك التعددية فى النهج النقدية تماشياً مع عدم الاكتفاء اليوم بالخروج بتفسير واحد لنص أدبى. ويضرب "النظرية فى الممارسة.. مدخل إلى النقد الأدبى" أمثلة عن كيفية الارتباط الوثيق للأدب بحياتنا، وكيف يعكس الأدب حالة المجتمع، والتناقض الذى يلف أفراده، ليعكس بذلك انعدام الاستقرار والضياع فيه، ويعمل الكتاب على دفع القارئ بعيداً عن التسليم بما يقرأ واضعاً إياه فى مصاف المناقشين للأحداث من زوايا عديدة، وفى نهاية كل فصل يعرض أمثلة نقدية تساعد على فهم أفضل للعمل الأدبى. بالإضافة إلى أن الكتاب يختتم بمختارات أدبية موضوعة لمساعدة القراء على فهم اللغة المستخدمة فى الحديث عن أية جزئية بكل مهارة وفعالية بعد توسيع المدارك النقدية لدى القراء، فإنه يرشد ويساعد كل من يقرأ سطوره على التحول من المحادثة المألوفة إلى محادثات أخرى قد تتحدى طرائق التفكير التقليدية. ولتحقيق مثل هذا الهدف فإن الكتاب يعرض ثلة من الخلفيات التاريخية وتفسيرات للمبادئ الأساسية، مع أمثلة عديدة واقتراحات جميعها ذات صلة بكتابة التحليل، كما يضم مسرداً بالمصطلحات، وقوائم تفيد من أراد استزادة من القراءات، ويشتمل الكتاب أيضاً على مجموعة من القصائد والقصص ذائعة الصيت، ومقتطفات من المراسلات الشهيرة بهدف إمتاع القارئ وتكوين مواضيع للتحليل، كما يحتوى على تحليل لأعمال عدة من أكثر من منظور واحد، دالاً بذلك على الاختلاف فى النُهُج النقدية والبصمة التى يتركها العمل على القارئ، ليختتم بقسم "المزيد من المعلومات" الذى يعرض عبارات مختصرة حول الغايات والافتراضات والاستراتيجيات مع نقاط القوة والضعف لكل نهج. تشغل مؤلفة الكتاب آن.بى دوبى منصب الأستاذ الفخرى فى اللغة الإنجليزية لدى جامعة لويزيانا-لافايت. ومن مهامها العمل على توجيه طلاب الدراسات العليا فى مجال البلاغة والتأليف وفق منهج الجامعة، ألفت الكاتبة واشتركت فى تأليف ستة كتب على مستوى الكلية، كما قامت بتجميع وتحرير ثلاثة من المقتطفات الأدبية، وبكتابة عدد من المقالات تناولت فيها الأدب والإنشاء، تسلمت مقاليد إدارة المشروع الوطنى للكتابة فى أكاديانا لمدة 13 عاماً، واليوم تعمل منسقة فى مشروع لويزيانا للكتابة ومستشارة لدى المشروع الوطنى للكتابة. أما مترجم الكتاب الأستاذ الدكتور مجدى كبة فقد ولد فى مدينة حلب فى سوريا عام 1974، وحصل على الثانوية من مدرسة الكندى بحلب، وعلى البكالوريوس فى الآداب والعلوم الإنسانية من جامعة حلب 1995، ثم حصل على الدبلوم فى اللغويات من جامعة حلب، وعلى دبلوم فى الترجمة الفورية من الجامعة الأمريكية فى القاهرة.. أحب مهنة الترجمة فى بدايات اختصاصه، وعمل فى هذا المجال مع جهات عدة، كان آخرها المركز الدولى للبحوث الزراعية فى المناطق الجافة (إيكاردا).