أكد وزير الخارجية سامح شكرى، أن الاهتمام المصرى بإفريقيا اهتمام حقيقى، مشيرا إلى أن الجهود التى تم بذلها منذ العودة للاتحاد الإفريقى والانخراط الكامل فى الأعمال المختلفة للاتحاد وأجهزته والزيارات المتبادلة سواء فى القاهرة أو زياراته التى قام بها لدول القارة كانت كثيفة فى الستة أشهر الماضية، بما يؤكد الرغبة فى تدعيم علاقات مصر بالدول الإفريقية. وقال سامح شكرى فى رده على أسئلة موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط للقمة الإفريقية عقب حضوره اجتماع وزراء الخارجية الأفارقة اليوم، "أننا نرى أن هناك فرصا للتكامل .. ولمصر حيز تنافسى عال يجب أن نستفيد منه، ولكن يجب أن تسهم مصر أيضا فى جهود التنمية بالقارة بما لديها من إمكانيات. وأضاف شكرى أن هناك بالفعل الآن مشاركة مصرية كثيقة من جانب شركات مصرية كبرى ك"المقاولون العرب" أو القطاع الخاص المصرى لزيادة استثماراته فى الدول الإفريقية الشقيقة. وأكد وزير الخارجية سامح شكرى أن المجلس التنفيذى لوزراء الخارجية الأفارقة الذى انطلقت أعماله اليوم فى أديس أبابا، يقوم بالإعداد لانعقاد القمة الإفريقية يوم الجمعة القادم على مستوى الرؤساء والموضوعات المدرجة محل الاهتمام، وبالطبع فإن محور هذه القمة هو موضوع تمكين المرأة. كما يبحث وزراء الخارجية الأفارقة عددا من الموضوعات الهامة من بينها مقاومة فيروس الإيبولا وإصلاح مجلس الأمن وخطة التنمية ل 2063 وسوف ترفع التوصيات للقمة الإفريقية لاعتمادها من جانب الرؤساء الأفارقة. وأشار إلى أن هناك لقاءات ثنائية عديدة ستعقد على هامش القمة الإفريقية على مستوى الزعماء وعلى مستوى وزراء الخارجية، والتى سوف تتيح فرصة لبلورة رؤية مشتركة حول مستقبل القارة اعتمادا على التضامن والتنسيق والمصلحة المشتركة والتكامل بين الدول الإفريقية التى تشكل سوقا ضخما وقدرة متبادلة فى التنافسية بين الصناعة والموارد الأولية وخطوط التنمية المتصلة بخطة 2064 وكلها تقتضى مزيدا من التعاون بين دول القارة لتحقيق مصالح التنمية المشتركة. من ناحية أخرى أكد وزير الخارجية أن مصر تتفاعل فى كافة الموضوعات والقضايا الهامة بالنسبة لهذه القمة ولنا إسهامنا ورؤيتنا بالنسبة للقضايا المطروحة سواء على مستوى القمة أو على مستوى المجلس التنفيذى. وحول لقاءاته باديس أبابا وما يخص البعد الثنائى للزيارة واللقاءات المصرية الإثيوبية المنتظرة على هامش القمة الإفريقية قال وزير الخارجية، إنه سيعقد سلسلة من اللقاءات الثنائية مع العديد من وزراء الخارجية المشاركين بالاجتماعات، مشيرا إلى أنه التقى اليوم فى هذا الإطار مع وزير خارحية النرويج ووزير خارجية ليبيريا وسوف يلتقى فى وقت لاحق مع وزير خارجية جنوب إفريقيا ووزيرة خارجية موريتانيا وغيرها من اللقاءات. وقال سامح شكرى إن هذه اللقاءات مع نظرائه على هامش الاجتماع الوزارى تتركز حول التعاون فى إطار الاتحاد الإفريقى والعلاقة الثنائية بين مصر وهذه الدول بما فيها إثيوبيا التى نحرص على استمرار التشاور والحديث. وأشار إلى أنه جار ترتيب لقاء بينه وبين وزير خارجية إثيوبيا، سيتم تحديد موعده ويكون فرصة للتحدث واستعراض ما تم إنجازه بعد انعقاد اللجنة المشتركة وفى الفترة بين انعقادها وحتى الآن .. كما سيتم تناول العلاقة الثنائية وموضوعات سد النهضة وغيرها من الموضوعات ذات الاهتمام لنقف بوضوح كامل على ما وصلت إليه العلاقات الثنائية من نواح إيجابية وتذليل ما قد يكون هناك من عقبات، وأن يكون هناك تفاهم كامل فى الموضوعات التى تهم مصر. وحول المسألة الليبية وموقعها على أجندة القمة الإفريقية وموقف مصر إزاءها لإعادة الاستقرار إليها، قال شكرى، إن ليبيا تهم القارة الإفريقية وتهم مصر تحديدا علاقة الجوار بين البلدين، منوها بما تم طرحه من خلال آلية دول الجوار للحل ونحن ننسق بشكل وثيق مع المبعوث الأممى بما أدى لإحراز نجاح وإن كان جزئيا فى مفاوضات جنيف الماضية، ونأمل أن يواصل المبعوث الأممى جهوده، وأن نجد المدخل الصحيح لوجود حل سياسى قائم على دعم الشرعية الليبية والحكومة ومجلس النواب ونبذ المليشيات والأطراف المتطرفة للسلاح والانخرط فى مفاوضات وحوار وطنى دون اللجوء للعنف ودون اللجوء لما قد يكون قد تحقق لأى طرف خارج نطاق الشرعية من مكاسب على الأرض باللجوء للقوة والسلاح. وأضاف أن مقاومة تواجد المنظمات الإرهابية التى تنامت خلال الفترة الماضية، نظرا لحالة السيولة وفقدان مؤسسات الدولة لقدراتها ومن هنا يأتى دور مصر للعمل على بناء المؤسسات الشرعية للحكومة الليبية تحقيقا لإرادة شعب ليبيا وكى تتمكن الحكومة الليبية من توفير الخدمات الرعاية اللازمة للشعب الليبى ليتجاوز هذه المرحلة الصعبة.