فى أول رد فعل من جانبها على نتائج استفتاء الشعب السويسرى لحظر بناء المآذن وصفت الجماعة الإسلامية نتائج الاستفتاء، وما يتلوه من قرارات، بأنه أنفلونزا التعصب التى أصابت أوروبا مؤخرا، واعتبرته الجماعة عودة لعقود الحروب الصليبية وعصر محاكم التفتيش التى تميزت بها أوروبا قبل عصر النهضة. وتساءلت الجماعة فى مقال لعصام دربالة، عضو مجلس شورتها العام، عبر موقعهم الرسمى بعنوان "حظر المآذن فى سويسرا.. وأنفلونزا التعصب"، عن موقف الحقوقيين، وكذلك أقباط المهجر من هذا التعدى على حرية العبادة، قائلا "نتائج الاستفتاء يصعب تصديق أنها تمت فى 2009، ولم يعقد فى عقود الحروب الصليبية أو محاكم التفتيش، معبرا عن دهشته أن يكون مكان الاستفتاء بدولة سويسرا الحريصة على أن الظهور بمظهر الحياد التى تتغنى بأنها الوحيدة تطبق الديمقراطية المباشرة والبالغ عدد سكانها سبعة ملايين منهم 400 ألف مسلم". وأكد دربالة أن العقول الأوروبية بدأت تنتشر فيها فيروسات قاتلة وتفرز سموما عديدة، أخطرها العنصرية ضد الأجانب والمهاجرين، وعلى رأسهم المسلمون، والتعصب للأفكار العلمانية والمسيحية، ولو كان ذلك على حساب قيم التسامح والاعتراف بالآخر والحرية الشخصية والدينية، مما يعنى حسب قوله إن أوروبا تنبت فيها بذرة الفاشية من جديد، مع التحريف للأمور والخداع للعقول. وتساءل "لماذا لا يعتبر السويسريون أبراج الكنائس المشرعة فى السماء بمثابة قواعد إطلاق صواريخ؟.. والأجراس التى بها تشبه طبول الحرب؟ ولماذا لا يعتبر السويسريون الصلبان المدقوقة على الأيدى مؤججة للمشاعر الدينية ومثيرة للانقسام الدينى بين أفراد الشعب؟ ولماذا لا تتسع روح التسامح مع تلك الكنائس والصلبان لتشمل الحجاب والمآذن؟. ولكن الإجابة على هذا أرجعها إلى تنامى ظاهرة (الإسلام فوبيا) فى أوربا، وتغذية جهات معينة مشاعر الخوف من انتشار الإسلام فى أوربا، تارة تحت مزاعم الحفاظ على الهوية الوطنية والعلمانية الغربية، وتارة أخرى بإثارة الخوف من انتشار الإرهاب الإسلامى داخل القارة الآمنة، ولأجل هذا كان منع الحجاب فى فرنسا وسن قانون يمنع ارتداء النقاب بإيطاليا فى بعض المقاطعات، ثم جاءت الحالة السويسرية داعية إلى حظر بناء المآذن. وأوضح دربالة أن حظر المآذن أظهرت الفارق بين الإسلام وغيره فى مدى التسامح تجاه الآخر، متسائلا لماذا لم يطالب أحد فى بلادنا بمنع أبراج الكنائس أو بكسر الصلبان؟ وأجاب بأن الإسلام منع ذلك، وأن بعض الفقهاء ألزم المسلم الذى يقوم بكسر صليب يمتلكه مواطن من أهل الكتاب بدفع التعويض له عن ثمنه من باب حرية العقيدة. وذكر دربالة أن هناك ثلاث تيارات رئيسة متطرفة فى أوروبا ضد المسلمين، منها التيار اليمينى المضاد لوجود المهاجرين، خاصة لو كانوا أفارقة أو أتراكا، والتيار الدينى المحافظ المتعصب من منطلقات كنسية، والتيار الموغل فى العلمانية. ووجه تساؤلاته لأقباط المهجر "هل تقبلون بحظر أبراج الكنائس والأجراس والصلبان؟ وهل تقبلون بمنع الراهبات أو القساوسة من ارتداء الملابس التى تميزهم عن غيرهم؟ وهل تقبلون بقتل محجبة فى قاعة محكمة ألمانية؟". وانتهى إلى أنه إذا لم يكن هناك قبول لذلك، فلماذا لا يعلنون رفضهم لتلك الممارسات العنصرية المتعصبة، ولماذا لم يسمع أحد صوتهم.