حظى الخط العربى باعتباره واحدا من أبرز الفنون الإسلامية، بمكانة متميزة لدى الإندونيسيين، ففضلا عن كون المصحف الشريف كتب به، فإن المؤرخين الإندونيسيين يعدون منقوشات الخط العربى هى أول الآثار الدالة على تاريخ دخول الإسلام إلى إندونيسيا. وأكد المؤرخ الإندونيسى البروفسور "حسن معرف الأنبارى" فى كتابه "تاريخ الإسلام وآثاره فى إندونيسيا" أن أول هذه الآثار هى منقوشات الخط العربى الكوفى التى وجدت فى مقبرة فاطمة بنت ميمون بمدينة قارسك فى جاوة الشرقية فى القرن الحادى عشر الميلادى. وأشار الكتاب إلى أنه مع انتشار الإسلام فى جزر الأرخبيل الإندونيسى اكتسب الخط العربى أهمية بالغة وانتشر استخدامه بوصفه خطا راقيا لكتابة السير الذاتية ونصوص القانون والعقود، كما صكت به العملة القديمة وكتبت به ديباجات رسائل الولاة والحكام، ثم ازداد انتشاره لتكتب به اللغات المحلية كالسندوية والجاوية والملايوية. ويرى المؤلف أن اهتمام علماء المسلمين الإندونيسيين باللغة العربية، لكونها لغة القرآن الكريم، قد جعل من كتابة الآيات القرآنية والنصوص العربية موضوعا فنيّا رائجا لدى الخطاطين الإندونيسيين، فخطوا به على الزجاج والنحاس والخشب كما هو الحال لدى غيرهم فى البلاد العربية والإسلامية.