شخصية سامية فهمى التى جسدتها النجمة منة شلبى فى مسلسل «حرب الجواسيس» جعلتنا أمام حالة درامية ستصبح ماركة مسجلة فى دراما الجاسوسية باسمها، فمن خلال أحداث المسلسل بإمكانك أن تشاهد منة شلبى كما لم ترها من قبل، لا تظن أنك أمام منة التى شاهدتها فى فيلم «الساحر» أو مسلسل «أين قلبى» قبل عدة سنوات، فأنت تشاهد ممثلة تتمتع بقدر وافر من الذكاء والتحدى، قدمت شخصية الصحفية سامية فهمى عميلة المخابرات المصرية، بتمكن شديد الاتقان، لم تقلد أحداً أو تغير صوتها أو تلجأ إلى التعبير والدموع والأحزان والشعارات والصوت العالى للتعبير عن الوطنية على طريقة «يا حبيبتى يا مصر» والكلام الذى سئم منه المشاهد وأصبح مادة للأعمال الكوميدية. تدير المباراة التمثيلية تحت سيطرتها وهى تنتقل بين المشاعر الداخلية للشخصية من مشاعر رومانسية حقيقية إلى الغضب والنقم والتحدى والصلابة، وتناقضات دلال الأنثى فى الحب وصلابتها عندما تكتشف الخيانة وحماستها الوطنية، ورغم أن النصف الأول من المسلسل كانت تغيب فيه لمشاهد عديدة بسبب طبيعة الأحداث التى كانت تسير ما بين هشام سليم وشريف سلامة، فإننا شعرنا بأدائها وشخصيتها تصبغ المشاهد حتى التى لانراها فيها. وكانت منة فى معظم مشاهد المسلسل التى تظهر فيها مع نجوم أكبر منها تاريخا وخبرة، تقود المشهد بأدائها وتسرق الكاميرا بما لها من كاريزما نفتقدها فى كثير من نجوم جيلها، خصوصا أن دراما التليفزيون دائما ما تكشف القدرات الحقيقية للفنان. يحسب لمنة فى أولى بطولاتها التليفزيونية المطلقة أنها لم تعتمد على نجاحها السينمائى، بل اختارت واجتهدت ولم تركن إلى الاستسهال ولم تعتمد على أنوثتها، لكن منة احترمت ذوق الجمهور، لذا ظهرت مجتهدة واثقة من قدراتها، وفى نفس الوقت تحترم المشاهد، ولا تستخف بذوقه أو عقله، تحترم من يشاركونها العمل، تفكر وتذاكر وتجتهد ولا تنظر إلى بريق البطولة المطلقة أو ترتيب اسمها على رأس التتر، لتعطى درسا لنجوم جيلها وأيضا لأباطرة الدراما.