العلاج بالموسيقى حلم عالمى هناك من يحاول تحقيقه فى مصر، وسابقا تحمس الدكتور إبراهيم بدران وزير الصحة الأسبق لإدخال الموسيقى فى المستشفيات، إلا أن شيئا من ذلك لم يتحقق. والآن تعيدنا الدكتورة نبيلة ميخائل أستاذة الموسيقى بكلية التربية الموسيقية جامعة حلوان والخبيرة فى العلاج بالموسيقى، إلى هذا الحلم حين كانت أحد أعضاء الجمعية العالمية بالموسيقى فى فرنسا. الدكتورة نبيلة تروى تجربتها قائلة: بدأت التجربة بعلاج مريض بالموسيقى عمره 58 عاما، يعانى من ضغط الدم المرتفع (190 على 120) من خلال استماعه للموسيقى من جهاز تسجيل لمدة ساعة فى اليوم الأول وساعة ونصف باليوم الثانى وكانت النتيجة انخفاض ضغط المريض إلى 150 على 100. وعندما تغير نوع الموسيقى من هادئة إلى صاخبة ارتفع الضغط مرة أخرى واستمر علاج هذا الرجل بالموسيقى 11 يوما فقط وبدون أى أدوية! أما أغرب الحالات التى تم علاجها فهى حالة رجل كان يعانى شللا نصفيا مع ارتفاع فى ضغط الدم بلغ 90 على 120. وقبل العلاج تأكدت – والكلام ل د. نبيلة - أنه لم يأخذ أية عقاقير طبية منذ 15 يوما حتى لا يقال إن الأدوية هى التى أدت إلى علاجه.. وفى اليوم الأول استمع إلى الموسيقى لمدة ساعة ونصف الساعة.. ثم انخفضت الجرعة إلى ساعة فى اليوم الثانى.. مما أدى إلى انخفاض ضغط الدم لديه إلى 155 على 90 وكان من المفروض فى اليوم الثالث أن يتم رفع ضغط الدم عنده مرة ثانية واستخدام العقاقير للمقارنة بين نتائجها ونتائج تأثير الموسيقى، ولكن المريض استطاع المشى على قدميه مما أذهل الجميع! وتفسير ذلك هو أن الموسيقى تحدث عملية تراخٍ فى الشرايين فتتمدد، وقد كان هذا المريض يعانى من جلطة تمنع تدفق الدم إلى المخ.. وعندما تحركت الجلطة وذابت.. عادة الدورة الدموية لعملها بانتظام.. فمشى المريض فى لمح البصر. شجعتنى هذه النتائج على مواصلة البحث فحصلت بعدها على الدكتوراه فى تأثير الموسيقى على ضغط الدم ونسبة الكورتيزون فى الدم وسرعة النبض.. واخترت تقاسيم على الناى عزفها محمود عفت لعلاج 52 حالة أخرى. تنصح خبيرة العلاج بالموسيقى قراء اليوم السابع بالاستماع إلى الموسيقى الهادئة فى الصباح الباكر والتى تشبه زقزقة العصافير. وفى أثناء العمل حتى يحين موعد الغداء يفضل الاستماع إلى الفالسات الخفيفة.. والأنغام المنعشة الصادرة من آلة واحدة أو اتنين على الأكثر. وأثناء وجبة الغداء.. يمكن الاستماع إلى الفالسات الناعمة على آلة البيانو.. وبعد الظهر يفضل الاستماع إلى الموسيقى الهادئة الحالمة. أما فى المساء فيحسن الاستماع للسيمفونيات العالمية الشهيرة و للموسيقى الكلاسيكية. وأخيرا تقول د.نبيلة: أنا على استعداد كامل لتقديم خبرتى بدون مقابل لتخريج أجيال من المعالجين بالموسيقى، ويمكن تحقيق ذلك بإنشاء قسم بكلية الطب أتولى التدريس فيه على أن يُمنح المتخرجون شهادة عليا فى العلاج بالموسيقى كما يحدث بالخارج.. فحلمى هو أن نستبدل روشتة "الدواء" بروشتة "موسيقية".. وأن نستبدل "الأجزاخانات" بمحل "الكاسيتات". هذا هو حلم الخبيرة.. فهل يتحول حلمها إلى حقيقة؟! لمعلوماتك هناك 600 مستشفى و400 معهد فى الولاياتالمتحدة وحدها تستخدم الموسيقى فى علاج الأمراض النفسية والجسمية. تأسست عام 1959 أول مدرسة للعلاج بالموسيقى فى أوروبا لتخريج معالجين بالموسيقى.