الله أكبر.. الله أكبر لا إله إلا الله.. الحمد لله سيف الدين حسين أوباما.. لقد نجحنا ياقوم.. استولينا على أكبر اقتصاد فى العالم.. انتصرنا.. هيا بنا نأخذ نخبنا على أرواح اليهود الأمريكيين المسيطرين على السلطة فى أمريكا "سابقاً".. حرك يدك قليلاً نحو هاتفك واتصل برقم الطوارئ للإسعاف وإذا وصلتك السيارة فى ميعادها المحدد فتأكد أن السطور القليلة السابقة ستحدث قريباً جداً!. متى سننتفض من أوهامنا؟.. متى سنقضى على الهواجس السخيفة الموجودة بداخلنا المعتمدة على الآخرين؟، وحين يقول الآخرون إننا فى أحسن حال، فإننا لا يجب أن ننظر مرة أخرى إلى أعمالنا ونتوقف لنكافئ أنفسنا، ومن يقول إننا لسنا فى أحسن حال فإنه حاقد غيور "الله يحرقه".. الولاياتالمتحدةالأمريكية دولة "محترمة" وقوية ولها دستور وقوانين وسياسة داخلية وخارجية فى جميع المجالات ولها خطط طويلة الأجل فى كل مجال من المجالات ولا يسير فيها أى شىء مهما كان حجمه أو درجة أهميته صغيرة اعتباطاً أو بدون تخطيط مثلما يحدث فى دولنا العربية "العريقة"، وللعلم أيضاً إن اختيار أعضاء الكونجرس الأمريكى من مجلس النواب ومجلس الشيوخ يتم بانتخابات شعبية ديمقراطية حقيقية ولا مجال فيها للتلاعب، ومعنى ذلك أن اختيار الرئيس الأمريكى يتم بانتخابات شعبية ثم موافقة مجلس النواب واللوبى "الصهيونى" المسيطر عليه وعلى مجلس الشيوخ أيضاً، أى أننا أمام سياسة أمريكية محددة مسبقاً ومؤشر عليها من الكونجرس الأمريكى ذى الأغلبية اليهودية الأمريكية. هل تستطع سيدى أن توضح لى الاختلاف بين سياسات الرؤساء الأمريكيين فى أواخر القرن الماضى أو فى الفترة التى احتلت فيها تازاتيات المتحدة زعامة العالم كقطب أوحد؟. من يبحث تاريخياً يجد أن سياسة الولاياتالمتحدة منذ أن بدأت تحتل زعامة العالم منفردة إلى وقتنا الحالى لم تتغير إلى الأفضل فى صالح القطب العربى "المختلف"، بل بالعكس تتغير إلى الأسوأ وهمها الأول هو الحفاظ على مصالحها وتطبيق مبادئ الرأسمالية التى تبنتها منذ نشأتها، أى أننا أمام حالة ثابتة وواضحة لا تتغير فى جوهرها، بل تتحور فى أسلوبها من زمن لآخر ومن رئيس لآخر. إذن ماذا فعل أوباما للعرب وماذا سيفعل؟؟ إلى الآن لم يحن الوقت ليفعل أوباما للعرب شيئاً، لكنه أبدى احتراماً شديداً إلى الإسلام والمسلمين وحضارة العرب وعلمهم، وأبدى تعاوناً شديداً، وكل مظاهر التقارب بين الولاياتالمتحدة والدول الإسلامية، وأثنى على دور المملكة العربية السعودية بالنسبة للولايات المتحدة، وانحنى للملك عبد الله فى مشهد يحثنا على احترام هذا الرجل العظيم، وأثنى أيضاً على دور مصر فى القضايا العربية وتعاونها الشديد وأهميتها بالنسبة للولايات المتحدة وعقد العزم على حل المشاكل بين العرب وإسرائيل وأهمها القضية الفلسطينية التى لم يقم بحل جزء بسيط منها أقوى الزعماء العرب أو الصهاينة أو حتى الأمريكيين أصحاب الكلمة العليا وقام بالتمسك بحل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية جنباً إلى جنب، أى أننا أمام زعيم عربى قوى ومناضل محافظ على حقوق العرب!!! لكن على الجانب الآخر ماذا قال للجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية (ايباك) الممثل للوبى الصهيونى المسيطر فى الولاياتالمتحدة؟ قال لهم: ما يرضيهم وما يرضى مصالح إسرائيل فى المنطقة العربية ورفض "حماس" بفكرها الإرهابى وحث مصر أيضاً على عدم تهريب الأسلحة إلى غزة "التى أثنى على دورها المتعاون تجاه مصالح الولاياتالمتحدة" ووعد هذه اللجنة المسيطرة على رسم السياسات الأمريكية بتحقيق مصالح اليهود فى العالم وعدم التعرض لمصالحهم بالسلب والحفاظ على تقاربهم مع الولاياتالمتحدة ولا ننسى من الذى ساند أوباما فى انتخاباته ومن الذى صعده للسلطة!! ماذا فعل أوباما نحو القطب الأوروبى "المتعاون"؟ أبدى تعاونه الشديد فى اجتماعاته برؤساء هذه الدول وأن المصالح العالمية لابد أن تتم بدعم القطب الأوروبى المؤثر. يا سادة.. إننا أمام رجل عظيم وجليل وأولى وظائفه هى مصالح الولاياتالمتحدة فى كل مكان وإذا تنحى عنها فسيسقط من رئاسته هذه، وسيسقط من التاريخ وهذا بالطبع آخر ما يتوقعه أى شخص عاقل بل يلعب هذا الرجل بعدة أساليب على محاولة الوصول على دعم كل الأطراف من عرب ودول إسلامية وخليجية إلى أوروبا إلى روسيا والصين والأهم المصالح اليهودية فى العالم التى قامت برفعه من مواطن عادى مثقف إلى رئيس أكبر دولة فى العالم وكل هذا ليحقق أهداف الولاياتالمتحدة وسياستها المرسومة بعناية من الجانب المذكور أى أنه يمسك العصا من المنتصف ليحقق أهداف الولاياتالمتحدة أياً كان الطرف الآخر، أى أنه يتحالف مع "الشيطان" نفسه أياً كان ليحقق المصالح الأمريكية. وأخيراً أوضح أنى لا أهاجم هذا الرجل العظيم الذى سيصنع تاريخاً مشرفاً بالتأكيد له وللولايات المتحدة ولا أدعو إلى التشاؤم، لكنى أدافع بشدة عن وجهة نظرى أنه أولاً وأخيراً سيحافظ على المصالح الأمريكية ومن الساذج أن نتوقع أنه سيحقق أهداف ورؤية العرب أمام العالم على حساب مصالح دولته ومن الساذج أيضاً أن نتخيل أن مصالح العرب متوافقة تماماً مع مصالح الولاياتالمتحدة، لأنه ببساطة يريد الجميع أن يخضع لليد الأمريكية صاحبة القرار، وهذا لا يحقق لنا مصالحنا فى أن نتبع الآخرين. يجب أن نفكر ولو قليلاً فى أنفسنا وأن نفكر كثيراً فى قول الله تعالى ﴿.. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقومٍ سوءً فلا مرد له وما لهم من دونه من والٍ ﴾ [الرعد:11]