بعد الفضيحة الكبرى التي لحقت بالإعلام السعودي بعد وصف شهداء المقاومة بالإرهابيين، وسط تورط بن سلمان في وضع السياسة الإعلامية لهذا التقرير، أعلنت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام في السعودية، حفاظا لماء الوجه بعد الهجوم العنيف عليها، إحالة مسؤولين في إحدى القنوات التلفزيونية للتحقيق، بسبب تقرير إخباري مخالف للأنظمة والسياسة الإعلامية للمملكة، وغلق القناة. وذكرت الهيئة في بيان، مساء أمس السبت، أنها أحالت مسؤولين بإحدى القنوات التلفزيونية للتحقيق، لاستكمال الإجراءات النظامية تجاه هذه المخالفة. وبثت القناة تقريرا تحت عنوان "ألفية التخلص من الإرهابيين"، وأدرجت بين قادة تنظيمات مثل القاعدة وداعش؛ قادة في حركة حماس مثل يحيى السنوار وإسماعيل هنية وصالح العاروري، وقادة في حزب الله مثل حسن نصر الله وفؤاد شكر، اللذين اغتالتهما إسرائيل مؤخرا، بجانب قادة آخرين، بينهم حوثيون.
إدانة حماس
وأدانت حركة حماس أمس التقرير، مشددة على أن "هذا التقرير ظلامي وتحريضي ضد الحركة وقيادتها". وقالت "حماس" في بيان عبر قناتها على "تلجرام": "في الوقت الذي يتعرض فيه شعبنا الفلسطيني لحرب إبادة وعدوان إرهابي غير مسبوق من قبل الكيان الصهيوني وجيشه الإرهابي منذ أكثر من عام، تطل علينا قناة ناطقة بالعربية تدعى MBC ببثها تقريرا ظلاميا وتحريضيا ضد الحركة وقادتها، ولتصف أعمال المقاومة الفلسطينية ضد المحتل بالإرهاب، وذلك في سقوط مهني وإعلامي وأخلاقي يتساوق مع الدعاية والرواية الصهيونية التي تسعى لشيطنة المقاومة ورموزها". وشددت الحركة على أنها تستهجن بشدة هذا التقرير "الذي لا يخرج إلا عن صحافة صفراء وطابور خامس"، مطالبة إدارة القناة "بالتراجع الفوري عن هذا السقوط والانحدار المهني وحذف التقرير من منصاتها، وتقديم الاعتذار عن هذا التقرير الذي يسيء لأصحاب القناة والقائمين على إدارتها، لا المقاومة وقادتها الذين جادوا بدمائهم على طريق تحرير فلسطين والأقصى، وكذلك نطالب بتعديل هذا النهج التحريري الخبيث الذي يتساوق مع أجندة الاحتلال، والالتفات إلى ما يتعرض له شعبنا من جرائم وفظائع على يد الكيان الصهيوني المجرم". وبالإضافة لإدانة حركة المقاومة الإسلامية حماس، فقد هاجم العديد من النشطاء بن سلمان محملين سياسته العدائية ضد المقاومة في صدور هذا التقرير ، فكتب ناصر بن عوض القرني:"لو اجتمع المشرق والمغرب لمحاولة تشويه السعودية لما استطاعوا أن يفعلوا مثلما فعل ولي العهد محمد بن سلمان".
وكتب حساب الإصلاحيون السعوديون : "بعد أن قامت المعارضة السعودية بفضح وتعرية الخطاب المتصهين السعودي، تراجع محمد بن سلمان وأمر بحذف تقرير قناة MBC وتغريدات الشامتين باستشهاد #يحيى_السنوار".
وتساءل حساب نحو الحرية: "سؤال بسيط: لماذا لا يرتدي محمد بن سلمان الكيباه الإسرائيلية؟ لماذا يتخفى باللباس العربي؟ أفعاله ومواقفه لا تكشف إلا عن شخصية خادم لمشروع نتنياهو".
وأضاف نظام المهداوي : "وحين يعلن ابن سلمان بكل وقاحة صهيونيته، ويسخر إمكانيات مملكته الإعلامية والاقتصادية والسياسية لدعم الكيان الإسرائيلي، فهو يعلم علم اليقين أن هذا سيجلب كره العرب والمسلمين لمملكته، وهذا المطلوب صهيونيا، سقوط مصر و #السعودية في الوحل الصهيوني أمر مدروس ومتعمد لما تشكله الدولتان من ثقل عربي وإسلامي، وهذا كله يوضح أن #فلسطين ليست الوحيدة تحت الاحتلال، بل معظم الدول العربية يحكمها محض صهاينة".
ونشر خالد صافي فيديو قال عنه: "هذا هو تقرير قناة mbc كاملاً الذي يصف المقاومة بالإرهاب والمقاومين بالأشرار الذين تخلص العالم منهم، لماذا هذا العداء العلني لأعدل قضية؟ هل هذه صحافة أم خيانة للعمل المهني؟ هل تعتقد أن مقاطعة القناة كافية وستوقفها عند حدها أم أنها ستتطاول أكثر على رموز الأمة؟".
وأضاف حساب المعلم : "قناة mbc نشرت تقريرا عن أبطال المقاومة اللي استشهدوا وقالت عليهم "إرهابيين" وده الصراحة موقف مش غريب كون أصلا السعودية بتعتبر حماس منظمة إرهابية، فتعمل أحلى حملة #مقاطعة_MBC وحذفوا التقرير، طبعا على وضعنا لأن هما بس بيوطوا للموجة عشان كانت عالية، ولكن مواقف آل سعود لن تتغير".
وفي وقت سابق اقتحم عراقيون مكاتب قناة "إم بي سي" السعودية في بغداد وصبوا جام غضبهم في مقتنيات القناة التي حرقوها ودمروا مقتنياتها بالكامل. واقتحم بين 400 و500 شخص بُعيد منتصف ليل الجمعة السبت مكاتب قناة "إم بي سي" وأقدموا على تحطيم الأدوات الحاسبة وحرق قسم من المبنى، حسبما قال مسؤول في وزارة الداخلية العراقية.