أعرب الرئيس التركى، "عبد الله جول"، عن ترحيبه بقرار وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبى رفع الحظر المفروض على تسليح المعارضة السورية. جاء ذلك فى معرض رده على أسئلة الصحفيين فى مؤتمر صحفى مشترك عقده، اليوم فى أنقرة، مع نظيره التونسى، "المنصف المرزوقى"، الذى يجرى زيارة رسمية لتركيا تستمر ثلاثة أيام. وعبر "جول" عن حزنه الكبير لما يدور فى سوريا، لكون تركيا بلد فى المنطقة نفسها، لافتًا إلى أن بلاده بذلت الكثير من أجل الحد من المآسى فى سوريا. وأشار إلى أنه قال للرئيس التونسى إن أول خطوة على طريق الصحوة العربية انطلقت فى تونس، وإن البلدان العربية شهدت تدفق الشعوب إلى الشوارع فى ظل طلبات مشروعة، بعد انهيار جدران الخوف. ولفت الرئيس التركى إلى أن الشعب السورى تشجع وسعى وراء مطالب مشروعة فى المزيد من الحرية والعدالة، إلا أن الرد كان، مع الأسف، بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة، مضيفًا: "شهدنا للمرة الأولى فى تاريخ العالم استخدام الصواريخ الباليستية داخل حدود البلد وضد الشعب، لذلك عملنا دائمًا لكى يتمكن الشعب من حماية نفسه، ولكى لا يُقمع، وللحد من المجازر الكبيرة التى تستهدفه... نأمل أن يكون واضحًا للجميع الآن أن الشعب لا يمكن قمعه بالأسلحة وقوات الجيش". وردًّا على سؤال عن مشاركة إيران وحزب الله فى الصراع بسوريا، أكد "غُل" على الأخطار الكبيرة للحروب المذهبية، وعلى ضرورة الحيلولة دون وقوعها، لافتًا إلى أن المسئولية تقع على عاتق الجميع فى المنطقة، وأكبر مسؤولية يتحملها من يحكمون سوريا. من جانبه، أعرب الرئيس التونسى "منصف المرزوقى"، دعم بلاده التوصل إلى حل سياسى للأزمة السورية، وتوحيد المعارضة، مبديًا أمله فى أن يتوصل مؤتمر جنيف 2 إلى حل للأزمة. ولفت المرزوقى إلى متانة العلاقة التركية التونسية، والزيارات المتبادلة بين المسئولين من البلدين، بعد الثورة التونسية، منوهاً بقدرة تركيا على إنجاز خطوات واسعة نحو الديمقراطية والشفافية. وذكّراً الرئيس التونسى بأن بلاده مُنعت من تحقيق ذلك طيلة 30 عاماً، بسبب خضوعها للدكتاتورية، مشيداً ببطولة الشعب التونسى وقدرته على كسر القيد، بحسب تعبيره. وأعرب المرزوقى عن رغبة بلاده فى الاستقاء من التجربة التركية، مؤكد أن تركيا لن تدخر جهداً فى تقديم الخبرات، والاستثمارات، والدعم السياسى لتونس، مقدماً الشكر باسمه وباسم الشعب التونسى لتركيا على الدعم التى قدمته لتونس. ولفت المرزوقى إلى أن بلاده تدعم دائماً حقوق الشعب السورى، مؤيداً تخلص الشعب السورى من الدكتاتورية، ومطالباً باستمرار معارضة ديمقراطية، مدنية، معرباً عن أسفه إلى تحولها إلى غير ذلك. وأشاد المرزوقى بالدور الهام الذى تلعبه تركيا، من أجل وقف نزيف الدم فى سوريا، مبيناً أن الحرب لن تؤدى إلى نتيجة، وأكد استمرار دعم بلاده لتوحيد المعارضة السورية، مطالباً التوصل إلى حل سياسى، يضمن تعايش الجميع بسلام. ولفت المرزوقى إلى أن هناك العديد من الشباب التونسى يذهبون للقتال فى سوريا، وأنهم يتلقون التدريب هناك، مبدياً رفضه لذلك، ومشيرً أن هؤلاء الشباب لدى عودتهم من القتال فى سوريا قد يتسببون بالمشاكل فى تونس.