حذر الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي المعارضة السورية من السقوط في شراك الطائفية، ومن الإنحراف عن سلمية "الثورة" في سوريا، فيما إنتقدت المعارضة التونسية تدخل الرئيس التونسي في الشأن الداخلي السوري. وقال المرزوقي في كلمة ألقاها خلال الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر الأول "للمجلس الوطني السوري" المعارض الذي بدأت أعماله في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة بضاحية قمرت شمال تونس العاصمة: لابد من الحذر من الإستدراج إلى شراك الطائفية بشتى أشكالها لأن ذلك سيقود إلى حرب أهلية تستنزف الأرواح والمقدرات. وأضاف في كلمته التي نقلت مقتطفات منها وكالة الأنباء التونسية الرسمية بإعتبار أن المعارضة السورية رفضت السماح لوسائل الإعلام التونسية والأجنبية تغطية مؤتمرها: الحذر مطلوب أيضا من الإنحراف عن سلمية الثورة في سوريا، لأن التمسك بسلميتها هو نقطة قوتها. ودعا المعارضة السورية إلى ضرورة الإستفادة من الضغوط الهائلة التي تمارس على النظام السوري، وترجمة ذلك بالتجذر في الشارع لا بإستسهال التدخل الخارجي. وإعتبر أن الشعب السوري يظل الأقدر على خلق أشكال مقاومته وصموده والوصول إلى أهدافه في مواطنة حرة كريمة، مناشدا الضمائر الحية في سوريا أن تعي أن الشعوب لم تخلق لتستعبد، وأن تأجيل المواجهة الحقيقية للأزمة بالعدول عن الحل الأمني - العسكري، لا يعدو أن يكون محض إستنزاف للمقدرات والطاقات. وأعرب رئيس تونس المؤقت عن إعتقاده بأن من يمهد للتدخل الخارجي هو عنف النظام لا سلمية الشارع أو مسعى المعارضة، وأكد أن بلاده التي تدعو إلى وقف العنف ضد الشعب المطالب بإرساء حكم ديمقراطي منبثق عن إرادته لا يمكن أن تسكت على القمع المنهجي الذي ترتكبه أجهزة الأمن وقوات الجيش السوري. وأثارت مشاركة الرئيس التونسي المؤقت في الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر الأول للمعارضة السورية، حفيظة المعارضة التونسية، حيث إعتبر محمد الكيلاني أمين عام الحزب الإشتراكي اليساري أن تلك المشاركة تعد سابقة خطيرة وتدخلا في الشأن الداخلي لسوريا. وأشار الكيلاني في تصريح نقلته صحيفة "الجريدة" الألكترونية التونسية، إلى أن حزبه يعتبر النظام السوري ديكتاتوريا، إلا أن ذلك لا يشرع تدخل الرئيس التونسي في شأن خارجي، خاصة وأن هناك انقساما في سوريا وبالتالي فإن المرزوقي تجاهل جزء كبيرا من الشعب السوري وهو ما لا يتماشى مع الأعراف الدبلوماسية.