قال الرئيس التركي عبد الله جول اليوم الخميس؛ ان بلاده تعارض تدخل اي قوة من خارج المنطقة في سوريا، في حين أعلن الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي استعداد بلاده للمساهمة في قوة عربية لحفظ الأمن في سوريا. وقال المرزوقي في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التركي عبدالله غول نقلته وكالة (رويترز) أنه "بطبيعة الحال، فإن تونس مستعدة للمساهمة في أي قوة عربية لحفظ الأمن والسلام في سوريا خلال المرحلة الانتقالية"، مضيفاً "لأننا نعتبر هذا من واجبنا". وكانت الجامعة العربية دعت مؤخرا، إلى إرسال قوات حفظ سلام عربية أممية إلى سورية وإنهاء مهمة بعثة المراقبين العرب في البلاد ووقف التعامل الدبلوماسي مع ممثلي السلطات السورية, وتشديد فرض العقوبات على سورية, فضلا عن دعم المعارضة السورية وفتح قنوات اتصال معها وتوفير كل أشكال الدعم السياسي والمادي لها، وتوجهت إلى مجلس الأمن الدولي لدعم قراراتها، إلا أنها اصطدمت بفيتو روسي صيني مزدوج.. وكان المرزوقي دعا في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "أصدقاء سوريا"، الرئيس السوري إلى "التنحي"، وعرض على روسيا استضافته. وقد أثار هذا العرض حفيظة روسيا، حيث ردت عليه بأن طلبت منه عدم التحدث باسمها، والتركيز بدلاً من ذلك على طرح مبادرات بناءة لمعالجة الأزمة في سوريا. وكان مؤتمر "أصدقاء سورية"، انعقد في تونس في شباط الماضي، بمشاركة أكثر من 50 دولة بينها تركيا, حيث طالب المشاركون بوقف فوري للعنف وتنفيذ قرارات الجامعة العربية والسماح بتوصيل مساعدات إنسانية وفرض عقوبات على سورية, كما أوصى بالاعتراف ب "المجلس الوطني السوري" كممثل شرعي للسوريين الداعين للتغيير السلمي. من جانبه قال الرئيس التركي عبد الله جول ان بلاده "تعارض تدخل أي قوة من خارج المنطقة في سوريا"، مشيراً إلى أن "هذا التدخل سيكون عرضة للاستغلال". جدد الرئيس التركي عبدالله غول الأربعاء دعم بلاده لقرارات ومبادرة جامعة الدول العربية من اجل حل الأزمة السورية لصالح الشعب السوري , معربا عن قلقه من إمكانية نشوب حرب أهلية في البلاد. وكان غول أبدى مؤخرا أسفه لما آلت إليه الأوضاع السياسية والأمنية في سورية، معربا عن أمله أن يستمع النظام في دمشق إلى مطالب الشعب ويجري إصلاحات ترتقي بالشعب السوري وتوقف ما أسماه "سفك دمائه"، مشيرا إلى تأييده ومساندته للمبادرة العربية في الشأن السوري. ومن المقرر أن يعقد في مدينة إسطنبول التركية مؤتمر "أصدقاء سورية 2" في آذار الجاري لمناقشة الموضوعات التي طرحت في المؤتمر الأول لاجتماع "أصدقاء سورية" الذي استضافته تونس مؤخرا. واتخذت تركيا إجراءات مشددة بحق سورية على خلفية ما يجري فيها, حيث فرضت مؤخرا حزم من العقوبات شملت تجميد أصول للحكومة السورية وفرض حظر سفر على مسؤولين رفيعي المستوى ووقف التعامل مع المصرف المركزي السوري وغيرها من الإجراءات. وردت الحكومة السورية باتخاذ إجراءات ضد تركيا منها إيقاف العمل بمنطقة التجارة الحرة بين البلدين, وفرض رسم بنسبة 30% من القيمة على كل البضائع ذات المنشأ التركي المستوردة إلى سورية. وشهدت العلاقات بين دمشق وأنقرة تأزما شديدا, منذ بدء الأحداث, وخاصة بعد الإدانات التركية المتكررة للسلطات السورية لممارستها ما أسمته عمليات "العنف والقمع" بحق المتظاهرين, الأمر الذي تنفيه دمشق، حيث ردت مصادر رسمية سورية بأنها تتصدى ل "جماعات مسلحة"، وطلبت من تركيا مراجعة موقفها إزاء الأوضاع في سورية. وتشهد عدة مدن سورية منذ نحو 11 شهر تظاهرات، مناهضة للسلطات، ترافقت بسقوط شهداء من المدنيين والجيش وقوى الأمن، حيث تقدر الأممالمتحدة عدد ضحايا الاحتجاجات في سورية بنحو 7500 شخصا، فيما تقول مصادر رسمية سورية أن عدد ضحايا الجيش والأمن تجاوز 2000 شخص، وتحمل "جماعات مسلحة" مسؤولية ذلك..