تتجه أعين الساسة والمحللين فى الشرق الأوسط والغرب غداً الأحد نحو جبال الأرز فى لبنان لمتابعة الانتخابات التشريعية، والتى يتنافس فيها قوتان، الأولى تحت اسم 8 آذار، والذى يضم تحالف حزب الله مع التيار الوطنى الحر بزعامة النائب المسيحى ميشال عون فى مواجهة قوى 14 آذار المؤلف من تحالف زعيم الغالبية النيابية سعد الحريرى الذى يلقى الدعم من السنية والدروز المسلمين ومعه حزب القوات اللبنانية والكتائب المسيحية والحزب التقدمى الاشتراكى بزعامة النائب وليد جنبلاط، وقد أفردت الصحف العالمية مساحات للتوقعات حول الفريق الغالب فى تلك المعركة التى شهدت إنفاق ملايين الدولارات. وترجح صحيفة الفايننشيال تايمز وفق العديد من استطلاعات الرأى فوز تحالف 8 آذار، ولكنها تتوقع أن تشهد المنافسات سخونة غير مسبوقة، إذ تقول الصحيفة إن معظم الاستطلاعات تتنبأ بأن يفوز تحالف 8 مارس أو آذار بفارق لا يتعدى ال 3 أصوات عن الجبهة المنافسة التى يمثلها سعد الحريرى. وتقول الصحيفة، إن نتيجة الانتخابات ستحدد الجهة التى سيتحالف معها لبنان، فإما أن يستمر فى الميل نحو الغرب أو أن يتجه إلى سوريا وإيران، وتضيف أن فوز حزب الله سيعد اختباراً مبكراً لموقف الرئيس الأمريكى باراك أوباما نحو الديمقراطية فى الدول العربية، خاصة أن بعض المحللين قالوا إن خطاب أوباما، اكتنفه بعض الغموض حول ما إذا كانت واشنطن مستعدة للتعامل مع حزب الله أم لا، ومن قبلها زيارة جو بايدن نائب الرئيس الأمريكى للبنان، والذى أكد خلالها أن نتيجة الانتخابات ستدفعهم لإعادة النظر فى المساعدات العسكرية المقدمة للبنان. فتؤكد الصحيفة، أن فوز حزب الله يمثل قلقاً كبيراً لواشنطن، إذ أنه يعد دفعة لطهران من شأنها أن تدعم الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد فى الانتخابات الرئاسية المقررة الجمعة. وعلى الرغم من ذلك، تشير الصحيفة إلى أن المجموعة الشيعية لن تفوز بأكثر من 10% من مقاعد البرلمان، إلا أن التخوف يكمن فى أنه يعد أقوى حزب فى التحالف الذى يضمه مع أحزاب المعارضة بما فيها الحركة الشعبية المسيحية. وتتفق صحيفة الجارديان حول ترجيح كفة قوى 8 مارس، وتقول إنه من المتوقع بشكل كبير أن يتحول توازن القوى الهش فى الدولة من الائتلاف الحاكم الموالى للغرب إلى حزب الله وحلفائه، وتؤكد على أن كتلة 8 آزار والمدعومة من حزب الله باتت مرشحة بالفوز بأغلبية صريحة فى مقاعد البرلمان ال 128. وتتوقع الصحيفة، أن يضفى التصويت صفة الشرعية على اتفاق تقاسم السلطة فى مايو الماضى وسط مخاوف من اندلاع حرب أهلية، حيث قامت إدارة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة بتشكيل حكومة وحدة، والتى أعطت حق الاعتراض "الفيتو" لصالح المعارضة. وترى الصحيفة، أن مثل هذا السيناريو من شأنه أن يطيح بالسنيورة، وأن يقلل من تأثير الائتلاف الموالى للغرب. وتقول لوس أنجلوس تايمز، إن الجماعات المراقبة بدأت تتجه إلى مراكز الاقتراع لمراقبة تلك الانتخابات التى يمكن أن تغير ميزان القوى فى هذا البلد الصغير المتنوع دينياً والمضطرب، وتكمل أن تداعيات فوز ميلشيا حزب الله الشيعية، وفق ما هو متوقع بشكل واسع النطاق بأغلبية المقاعد من شأنها أن تتجاوز الحدود. وتنقل الصحيفة عن آمل سعد غريب كاتبة وباحثة لبنانية، أن المسيحيين هم أكثر المترددين فى هذه الانتخابات، فالمجتمع المسيحى هو الأكثر انقساماً، وتتوقع سعد أن يكون المسيحيون هم أكثر المشاركين فى هذه الانتخابات. وقالت استطلاعات للرأى، إن المشاعر السائدة فى العديد من الضواحى المسيحية الرئيسية كانت تميل بشدة قبل عام لصالح عون. وتؤكد الصحيفة أن فوز حزب الله، والذى سيعد فوزاً لنفوذ سوريا وإيران بالمنطقة، من شأنه أن يؤدى لتوتر العلاقات مع واشنطن ومؤيديها من الدول العربية، وأبرزهم مصر والسعودية والأردن.