أدانت اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب اليوم الحكومة البلجيكية بسبب ما وصفته بسوء تردي الأوضاع داخل السجون في مختلف أنحاء البلاد، حيث أصبحت هذه السجون مسرحا للمعاملة التي تفتقر للحد الأدنى من الإنسانية بحق السجناء، وفقا لما جاء في تقرير اللجنة الصادر اليوم. ووصف تقرير اللجنة - التي قام وفدها مؤخرا بزيارة تفقدية شملت معظم السجون البلجيكية - شروط الاعتقال في معظم السجون البلجيكية ب"المهينة"، مؤكدا وجود معاناة حقيقية نتيجة زيادة عدد السجناء مقارنة بالأماكن المعدة لهم، بالإضافة إلى عدم توافر الشروط الصحية الضرورية، خاصة في سجون العاصمة بروكسل. وأفاد التقرير بأن السجناء يمضون كثيرا من الوقت داخل الزنازين، ولا يسمح لهم لا بأوقات فسحة كافية، ولا بممارسة الأنشطة الخاصة المكفولة للمحتجزين بنص القانون، وعزا ذلك الأمر إلى زيادة أعداد الموقوفين وعدم توافر العدد الكافي من الحراس وطواقم إدارة السجون. كما انتقد التقرير افتقار المسجونين للرعاية الصحية سواء الجسدية أو النفسية بسبب عدم توافر ما يكفي من الممرضين والأطباء لتوفير العلاج اللازم أو المتابعة النفسية لهؤلاء. وصب التقرير غضبه بصفة خاصة على السلطات البلجيكية، متهما إياها بعدم تنفيذ توصيات اللجنة التي تقدمت بها بعد زيارات سابقة للسجون، رصدت خلالها تعرض بعض السجناء "للعنف"، وانتشار تعاطي المخدرات، ووفاة عدد من المعتقلين في ظروف لم يسلط عليها الضوء بما يكفي.