أكد وزير الخارجية، سامح شكري أن العام الماضي شهد تصاعد الآمال في إمكانية أن يرى الشعب الفلسطيني ضوءًا في نهاية نفق المعاناة الطويل الذي يمضى فيه دون كلل لكن تلك الآمال التي ما لبثت أن تراجعت لن تخفت جذوتها أبدًا ما دام الفلسطينيون والعرب من ورائهم عازمين على أن تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدسالشرقية، في أقرب الآجال ودون تلكؤ أو مساومة. قال في كلمته، في الجلسة المغلقة لمجلس وزراء الخارجية العرب، عقب إلقاء الرئيس محمود عباس لكلمته، بعد أن شهدت الجلسة الافتتاحية غياب له، إن النقاطَ بالغةَ الأهمية التي استمعنا إليها من الرئيس محمود عباس تكتسب أبعادًا خاصة لاسيما في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية والتي تمتدُ منذُ استئناف المفاوضات في يوليو من العام الماضى مرورًا بتوقِفها نتيجة تعنت إسرائيل في الوفاءِ بما تعهدت به وانتهاءً بالعدوان الذي تعرض له الشعبُ الفلسطيني في قطاع غزة وما نجَمَ عنه من خسائرَ في الأرواح وفى الممتلكات ونزوح لما يقربُ من ربع سكان القطاع. أضاف: أن الحق الفلسطيني الذي روته دماء الشهداء على مر العقود مدعوم بالشرعية وقائم على أسس القانون ولا يمكن أن يستمر العالم في التغاضي عن واجبه في إنفاذ الشرعية ورعاية التزام أعضائه بالقانون. وقال: لن تتوانى مصر ولا الدول العربية الشقيقة عن بذل كل جهد ممكن وصولًا إلى تلك الغاية طبقًا للمبادئ التي أرستها القرارات الدولية ذات الصلة وفى إطار المبادرة العربية للسلا،م مؤكدًا أن مصر سعت منذ بداية اندلاع أزمة غزة الأخيرة إلى العمل على وقف إطلاق النار ووقف نزيف الدم وإهدار مُقدرات الشعب الفلسطينى، وهى تعمل اليوم على ضمان تحقيق المطالب الفلسطينية. أشار إلى أن مصر سوف تستضيف قريبًا بالاشتراك مع دولة النرويج الصديقة مؤتمرًا دوليًا حول فلسطين لإعادة إعمار غزة وخلال كل ذلك، تستمر قوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية في الوصول عبر الأراضى المصرية إلى قطاع غزة، كما أن كل من يستطيع بلوغ معبر رفح من الجرحى والمصابين يتم نقله فورًا إلى المستشفيات المصرية مع مرافقيه حيث يسهر إخوته المصريون على علاجه وتضميد جراحة. أوضح أن إقامة الدولة الفلسطينية هي الضمانة الأكيدة للحيلولة دون تكرار العدوان على الشعب الفلسطينى ولعدم استمرار تردى الأوضاع في غزة وفى الضفة الغربية معربًا عن تطلعه إلى النقاش الذي سيجرى للنظر فيما يمكن لنا اتخاذه من تدابير لتكثيف ومضاعفة دعمنا لأشقائنا الفلسطينيين لنيل حقهم المشروع في الحرية والكرامة وكلى ثقة أننا سوف نتفق إن شاء الله على خطوات محددة ترقى إلى مستوى الحدث وتواكب دقة الموقف الذي آلت إليه القضية الفلسطينية.