«العار العار».. هذا كان الهتاف الذى أطلقه متظاهرو حركة «احتلوا أتلانتا» عندما بدأت قوات الشرطة الأمريكية فى شن حملة اعتقالات جديدة، وتفريقها اعتصامهم واحتجاجاتهم بالقوة. 20 متظاهرا اعتقلهم الأمن الأمريكى فى الساعات الأولى من صباح أمس الأحد فى أثناء محاولتهم الاعتصام فى حديقة «وودروف» بوسط أتلانتا، خلال مشاركتهم فى حملة «احتلوا وول ستريت» المناهضة للسياسات المالية الأمريكية، وتحكم أصحاب المصارف والأغنياء بالاقتصاد على حساب الشريحة الأكبر من الطبقة الوسطى، التى انتشرت فى معظم المدن الأمريكية. المروحيات حلقت فى السماء حتى تتعرف على وجهة المسيرة التى قطعت وسط المدينة، ثم توجهت إلى حديقة فى شارع بيتشترى، حيث قرر المشاركون نصب الخيام بها للاعتصام، لكن قوات الأمن جاءت قبل موعد إغلاق الحديقة، وعمدت إلى فك الخيام وإخلاء الحديقة بالقوة. صدامات عديدة وقعت بين الشرطة والمتظاهرين، خصوصا بعدما هاجمت مجموعة من المحتجين شرطيا على دراجة نارية اتهموه بمحاولة دهس أحدهم، لكن الناطق باسم الشرطة أكد أن الرجل هو من كان يسعى للاصطدام بالدراجة، ولذلك تم إلقاء القبض عليه بتهمة الاعتداء على رجل شرطة. «الشارع لمين؟ الشارع لنا!».. تلك ليست كلمات أغنية ماجدة الرومى الشهيرة فى فيلم «عودة الابن الضال»، ولكنها جاءت على لسان ناشطى «احتلوا أتلانتا»، لتكون دليلا آخر على سيطرة الروح المصرية على مظاهرات أمريكا وغيرها. اعتقالات أتلانتا قد لا تكون الأولى، وعلى ما يبدو لن تصبح الأخيرة، حيث سبق وتم اعتقال أكثر من 50 محتجا فى أواخر أكتوبر الماضى، بالإضافة إلى قمع قوات الأمن العنيف الاعتصام فى مدينة أوكلاند، الذى أسفر عن إصابة العشرات واعتقال نحو 100 متظاهر. فى بلد الحرية المزعومة، صبر قوات الأمن -على ما يبدو- بدأ ينفد، وزادت جرأتها على قمع التظاهرات فى الآونة الأخيرة، كما أنها باتت لا تكترث لبيانات جمعيات حقوق الإنسان، وأبرزها بيان منظمة «هيومان رايتس ووتش»، الذى طالبها باحترام حقوق المتظاهرين والتحقيق فى تلك الانتهاكات، خصوصا فى أوكلاند.