تجددت أمس الاحتجاجات المناهضة للرأسمالية في بعض دول العالم, والتي انطلقت دعواتها عبر الإنترنت في15 أكتوبر الحالي بإلهام من حركة احتلوا وول ستريت في الولاياتالمتحدة. وذلك في الوقت الذي سادت فيه أجواء سليمة علي الاحتجاجات المطالبة بالعدالة الاجتماعية في الشارع الأمريكي بعد يوم من اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمحتجين فيما وصف بأعنف رد فعل للشرطة الأمريكية تجاه المظاهرات المستمرة لعدة اسابيع في البلاد. ففي مدينة أوكلاند بولاية كاليفورنيا, شارك المئات في مسيرة سلمية بعد يوم من مواجهات عنيفة بين شرطة مكافحة الشغب و المتظاهرين حين لجأت الشرطة لاستخدام القنابل المسيلة للدموع واعتقلت ما يقرب من80 شخصا,كما ادت الاشتباكات الي اصابة بالغة لضابط شاب بالجيش الامريكي شارك في المظاهرات. وفي مدينة اتلانتا الامريكية, أمر عمدة المدينة بازالة خيام المعتصمين من مؤيدي الحركة كما اصدر امر اعتقال بحق53 شخصا بسبب ما وصفه بخطورة الوضع الأمني. وفي لندن,أعلنت كاتدرائية سان بول التي يعتصم أمامها مؤيدي حركة احتلوا بورصة لندن- استقالة مستشار كاهن الكاتدرائية جيليس فريزر من منصبه وسط خلافات حول كيفية معالجة ازمة استمرار الاعتصامات امام مبني الكنيسة برغم دعوات القساوسة المحتجين للرحيل. وقالت الكاتدرائية في بيان إننا مصابون بخيبة أمل لأن فريزر لم يعد قادرا علي الاستمرار في عمله خلال هذه الأيام العصيبة التي نمر بها. ويذكر ان فريزر أعلن تضامنه مع الحركة في بداية انطلاقها و كان له دور في منع الشرطة من ازالة الخيام من امام الكنيسة التي أغلقت لاول مرة منذ الحرب العالمية الثانية بسبب الاحتجاجات.وقال فريزر في صفحتة علي موقع تويتر الاجتماعي إنه قدم استقالته بحزن و أسي شديد. وفي البرازيل,تجمع نحو150 ناشطا من حركة احتلوا ريو دي جانيرو في وسط المدينة حاملين لافتات مناهضة للرأسمالية العالمية كتب عليها عام2012 سيكون نهاية العالم الرأسمالي ولماذا العالم للجميع و العديد من الناس جائعين. ويذكر أن العديد من المتظاهرين البرازيليين الغاضبين-اغلبهم من الطلبة اليساريين قد اقاموا اعتصاما مفتوحا خلال نهاية هذا الاسبوع في ساحة سنلانديا بمدينة ريو دي جانيرو, كما أقامت مجموعة غاضبة اخري اعتصاما في ساوباولو منذ15 الشهر الحالي. وفي مزيد من الحركات الاحتجاجية في العالم,تظاهر آلاف الطلبة في أكثر من30 جامعة حكومية في شوارع العديد من المدن الرئيسية في كولومبيا وعلي رأسها العاصمة بوجوتا,احتجاجا علي خطة حكومية لاجراء اصلاحات في نظام التعليم يقول المحتجون إنها تهدف الي تخصيص جزئي لقطاع التعليم العالي. وطالب المتظاهرون بفتح قنوات للحوار مع الحكومة بشأن التعليم وضرورة احترام مظاهراتهم كوسيلة للتعبير عن غضبهم.