أفاد تقرير بصحيفة "الجارديان" البريطانية، اليوم الثلاثاء، عن وفاة ثلاثة محتجزين إيرانيين في أعقاب حملة العنف المتبعة ضد الاحتجاجات المناهضة للحكومة. في المقابل أثار نشطاء حقوق الإنسان في إيران مخاوف بشأن الاعتقالات الجماعية بعد وفاة ثلاثة متظاهرين في سجن طهران، حيث قالت الناشطة الحقوقية الإيرانية نسرين سوتوده: "تحدثت مع أحد المحتجزين في سجن إيفين وقال لي إن هناك ثلاثة معتقلين لقوا مصرعهم". وتابعت: "عندما تلجأ السلطات إلى الاعتقالات الجماعية، لا يمكنها الادعاء بأنها تقوم بحماية حقوق المواطنين"، مضيفة أنها غير مقتنعة بادعاءات المسؤولين بأن المحتجزين قاموا بقتل أنفسهم، مشيرة إلى أن وفاتهم توضح أن هناك حملة عنف شديدة على المتظاهرين. واستشهدت الناشطة الحقوقية بتظاهرات عام 2009، قائلة: إن "حجم الوحشية كان واضحًا في سجن كاهريزاك.. والسلطات مسؤولة عن صحة السجناء". أما هادي جايمي، المدير التنفيذي لمركز حقوق الإنسان في إيران، فعلق قائلًا: إن "القلق حول مصير الآلاف من المعتقلين ازداد بسبب وفاة المحتجزين"، مضيفًا أن السلطات تدعَي أنه قتل نفسه، ولكن ليس هناك مصداقية لتصريحاتهم من دون تحقيق مستقل ونزيه. وأوضح "جايمي" أن الشعب الإيراني لم ينس ما تعرض له المعتقلون عام 2009 من جرائم اغتصاب وتعذيب في مراكز الاحتجاز مثل (كاهريزاك وإيفين). من جانبه ذكر نسيم باباياني، الباحث في منظمة العفو الدولية في إيران، أن تحقيقاته أظهرت مرارًا وتكرارًا مدى ظروف السجون اللا إنسانية في إيران، من حيث العدد وسوء التهوية، والتهديد المتواصل والتعذيب، وفقًا ل"الجارديان". وأضاف: "نحن قلقون أيضًا من أن تحجب السلطات الإيرانية أية معلومات عن أسر المعتقلين بشأن مصير أقاربهم ومكان وجودهم.. ويجب على السلطات أن تضع حدا لهذا الأمر، وأن تزود أفراد الأسر بمعلومات عن المحتجزين". فيما قالت الممثلة الإيرانية مهناز افشار: "لا يوجد عذر لوفاة شاب يبلغ من العمر 23 عامًا محتجزًا في السجن". وأوضحت الصحيفة أن جماعات حقوق الإنسان كانت تشعر بقلق بالغ بشأن استخدام مراكز الاحتجاز غير الرسمية، مضيفة أنه خلال احتجاجات عام 2009 التي أعقبت إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد كرئيس، تبين أن هناك عددا من المتظاهرين تعرضوا للاعتداء الجنسي والتعذيب والقتل أثناء احتجازهم في سجن كاهريزاك. وحذَر بعض السياسيين بما فيهم النائب محمود صادقي، من تكرار هذا العمل الشنيع، قائلًا: "أحذر الرئيس والمخابرات والقضاء من تكرار كاهريزاك آخر". وتشهد إيران تظاهرات مستمرة منذ الخميس، احتجاجًا على الأزمة الاقتصادية، ورفضًا لسياسات حكومة الرئيس حسن روحاني، وقد تخللت هذه الاحتجاجات أعمال عنف نتج عنها مقتل 22 شخصًا واعتقال أكثر من 1000.