بات انتقاد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ونظام المحافظين القابض علي السلطة من المحرمات التي يتعرض كل من اقترب منها لكافة أنواع القمع والتنكيل. ذلك المصيرالمأساوي لقيه ولايزال يلقاه العشرات من المعارضة الإصلاحية في إيران. أحدث ضحية للقمع في إيران كانت نسرين سوتودة المحامية المدافعة عن حقوق الانسان التي حكم عليها بالسجن 11 عاما إثر إدانتها بالقيام بأعمال ضد النظام الإيراني لتضاف إلي قائمة الشخصيات التي حكم عليها بعقوبات قاسية بعد الاحتجاجات علي الانتخابات الرئاسية الاخيرة في ايران والتي حامت الشكوك حول تزويرها لصالح نجاد. كما حرم القضاء الايراني سوتودة - التي تبلغ من العمر 45عاما - من ممارسة مهنة المحاماة لمدة 20 عاما ومنعها من مغادرة الاراضي الايرانية كما اعلن زوجها رضا خاندان لوسائل الاعلام. مضيفا إن زوجته أدينت بالقيام بأعمال تمس الامن القومي والتشهير بالنظام والانتماء الي مركز المدافعين عن حقوق الانسان الايراني. المجموعة المدافعة عن حقوق الانسان التي أسستها المحامية شيرين عبادي الحاصلة علي جائزة نوبل للسلام وألد أعداء نظام نجاد. تعرضت نسرين سوتوده للاعتقال من قبل السلطات الايرانية في الرابع من سبتمبرالماضي وظلت في انتظار صدور حكم بحقها حبيسة زنزانة انفرادية لمدة سبعين يوما نفذت خلالها إضرابين عن الطعام. لكنها أوقفت إضرابها الأخير عن الطعام بعد تدهور وضعها الصحي. وسوتودة دافعت طويلا عن الشبان المحكوم عليهم بالاعدام لجرائم ارتكبت وهم قصر. دافعت عن العديد من المعارضين للنظام الايراني الذين اعتقلوا بعد اعادة انتخاب نجاد المثيرة للجدل في يونيو 2009. وخلال هذه الفترة. تولت نسرين سوتودة الدفاع عن عبادي التي غادرت ايران عشية الاقتراع وعن افراد عائلتها. وايضا عن عيسي شهرخيز الصحفي القريب من زعيم المعارضة الاصلاحية مهدي كروبي. كما تولت سوتودة الدفاع عن عدد كبير من الأشخاص العاديين الذين تم اعتقالهم خلال الاحتجاجات ضد نجاد. أوضح زوج سوتودة ان زوجته اتهمت بالادلاء باحاديث لوسائل اعلام اجنبية. وقال إنها تحدثت عن الحالات التي تولت الدفاع عنها واعلنت احيانا عن بعض العيوب الاجرائية. مؤكداً انها لم تسب احدا وكانت دائما معتدلة في تصريحاتها. وهذا ليس جريمة. تابع ان هذا الحكم يشكل صدمة تامة متسائلا: في أي مكان في العالم تسجن أم لانها اجرت بضع مقابلات صحفية؟. مشيراً إلي أن لديهما ابناً في الثالثة من العمر وابنة في الحادية عشرة. وقد دعت فرنسا الي اطلاق سراح نسرين سوتودة وايضا شيفا نزار اهاري الناشطة الاخري المدافعة عن حقوق الانسان التي حكم عليها ايضا في الاستئناف بالسجن اربع سنوات وجلدها 74 جلدة لاعتبارها "عدوة الله". وقالت وزارة الخارجية الفرنسية ان هذه العقوبات الصادمة بشدة تندرج في اطار القمع المنهجي لحقوق الانسان وعلي الاخص حقوق المراة.