نشرت جريدة "الجارديان" موضوعا على صفحاتها عن قيام إيران بتعذيب مدون بموقع التواصل الإجتماعي " الفيسبوك " حتى الوفاة ، وهو من الموضوعات التي شهدت قراءة عالية حيث علق على تفاصيله ما يقرب من 353 قارئا. قام المدون الإيراني عبدالستار بهشتي – 35 عاما - بنقد إيران على الفيسبوك ، مما أدى إلى احتجازه ووفاته بعد أسبوع من التعذيب .
تم القبض عليه بتهمه قيامه بأعمال ضد الأمن القومي للجمهورية الإسلامية ، حيث تم اقتياده إلى سجن إيفين وهو سجن سيء السمعة بإيران .
ولم تعلم أسرة المدون شيئا عنه بعد عملية الاعتقال إلا عندما اتصلت بهم الشرطة ليحضروا لاستلام جثته مكتب الطبيب الشرعي في كهريزاك ، وهو الامر الذي جعل المعارضة الإيرانية تتهم المسؤولين الإيرانيين بتعذيبه حتى الموت .
وقامت الأسرة بطقوس الدفن الإسلامية في مقبرة بهشت الزهراء بجنوب طهران ، حيث دفن في مسقط رأسه وسط إجراءات أمنية مشددة ، ولم يسمح لأفراد الأسرة جميعهم بالحضور ، فقد حضر فرد واحد منهم عملية الدفن التي قام بها مسئولين إيرانيون .
وقد امتنعت وسائل الإعلام الإيرانية عن نشر تفاصيل الخبر أو أية تقارير تعلن كيفية الوفاة ولم يقم بالنشر سوى موقع واحد وهو " كلمي " .
وكان عبدالستار قد كتب على الفيسبوك قبل اعتقاله " هددتني شرطة "فانا" أن والدتي سوف ترتدي ملابس الحداد السوداء علي ، لأني لا أغلق فمي " .
وقد ألقت سلطات الشرطة الإيرانية القبض عليه في مرة سابقة للمرة التي تم تعذيبه بها حتى الموت . وقد ارسل عبدالستار شكوى رسمية أثناء وجوده في السجن من أنه يتلقى معاملة تتسم بالعنف والإساءة ، وذلك وفقا لنص الرسالة التي بعث بها ونشرها موقع " كلمي " . وترفض السلطات الإيرانية الرد على اتهامها بتعذيب وقتل المدون الإيراني ، غير تصريح واحد من رئيس اللجنة الوطنية للأمن البرلماني الذي أوضح أن مازال التحقيق جارٍ . وقد صدم موت عبدالستار المجتمع الدولي من العنف المستخدم في إيران ضد مستخدمي الانترنت ، واضطهادهم وتعنيف السياسيين المعتقلين . وكسر هذا الخبر ما ادعاه محمد جواد لاريجاني رئيس السلطة القضائية ومجلس حقوق الإنسان هذا العام من أنه لا يوجد سياسيين سجناء في الجمهورية الإسلامية . وباستمرار يتم اتهام إيران لانتهاكها الصارخ لحقوق الإنسان ، بما في ذلك حرمان السجناء السياسيين من حقهم في التمثيل القانوني لهم . وفي أكتوبر الماضي انتشر تقرير حول تعرض السجناء السياسيين للاغتصاب والحرمان من النوم والإعدام . وقالت أم الشهيد المدون الإيراني أن خبر وفاة ابنها جاء سريعا ، وأنه لا يمكن تصور الألم الذي تعرض له ، ولا الذي تعرضت هي له خاصة أنها لم تتمكن من رؤية جثته أو حضور جنازته .
ولا يعتبر عبدالستار أول شخص يموت في السجن الإيراني ، حيث توفي عدد من النشطاء والمتظاهرين عام 2009 في مركز احتجاز كهريزاك ، بالإضافة إلى تعرض البعض للإغتصاب ، بحسب الصحيفة .
ويعتبر مركز اعتقال كهريزاك أسم يسبب فضيحة للنظام الإيراني ، كما يقف على نفس الدرجة سجن إيفين فهو من السجون التي يعاني السجناء بها من سوء المعاملة خلف قضبانه .