في الوقت الذي هاجمت فيه مطرانية المنيا وأبوقرقاص للأقباط الأرثوذيكس، محافظة المنيا والأجهزة الأمنية، مؤكدة في بيان أصدرته يوم الأحد 29 من أكتوبر المنقضي، غلق عددًا من الكنائس، ورد المحافظ اللواء عصام البديوي، بتكذيب الأنبا مكاريوس، أسقف المنيا، مؤكدًا أنه لن يسمح لأي قوى متشددة دينيًا أن تفرض إرادتها على الدولة، أصدرت مطرانية ملوي للأقباط الأرثوذكس، بيانًا، صباح اليوم، أشادت فيه بجهود ودور الأجهزة الأمنية، ومحافظ الإقليم، في إنهاء العديد من المشكلات، والعمل لخدمة الكنيسة القبطية. وجاء في نص البيان، أن "الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي وأنصنا والأشمونين، ورئيس دير القديس آفافيني العامر للرهبان، ورئيس دير البتول للراهبات، ومجمع الآباء الكهنة ومجمع دير رهبان دير آفافيني، يتقدمون بخالص الشكر لرئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء، ووزير الداخلية، ومساعده لقطاع الأمن الوطني، ومحافظ المنيا، ومدير الأمن، وفرع جهاز الأمن الوطني بالمحافظة؛ لتعاونهم البناء، والفعال، في إنهاء العديد من المشكلات والموضوعات المعلقة منذ فترة طويلة، والعمل الدؤوب علي خدمة الكنيسة القبطية، وخاصة إنهاء أزمة إنشاء سور دير أبوفانا داخل قرية قصر هور في مركز ملوي، والتصريح بالبناء والتأمين". وكانت محافظة المنيا، قد نفت ما جاء في بيان الأنبا مكاريوس أسقف المنيا، بشأن غلق كنيستين داخل قريتين فضلا عن منعهم من أداء الصلاة، مؤكدة أنها لن تسمح لأي من القوى المتشددة مسلمة كانت أو مسيحية بأن تفرض إرادتها على أجهزة الدولة. وأوضح بيان المحافظة، مساء الأحد الماضي، عدم صحة معلومات الأنبا مكاريوس، بشأن الوقائع التي حدث فيها اعتداء على منازل الأقباط، وأشار إلى ثبوت الاعتداء على منزل لأحد الأقباط بعزبة زكريا في قرية دمشير مركز المنيا، وتم ضبط 15 عنصرا متهمين بالاعتداء على المنزل الذي تمت ممارسة الشعائر فيه دون ترخيص، وقررت النيابة حبسهم، على عكس ما ورد ببيان الأنبا مكاريوس من عدم ضبط الجناة. وأضافت المحافظة، في بيانها: "الواقعة الثانية في عزبة القشيري مركز أبوقرقاص وتم تحديد 11 عنصرا بمعرفة الأجهزة الأمنية اعتدوا على المنزل الذي تمت ممارسة الشعائر فيه دون ترخيص وتولت النيابة التحقيقات وجارٍ ضبطهم". ونفت واقعتي المنزل الكائن بقرية الشيخ علاء بمركز المنيا والمنزل الكائن بقرية الكرم بمركز أبوقرقاص، مؤكدًا أنه لم تحدث فيهما أي اعتداءات من الأهالى على المنزلين ولذلك لم يتم ضبط أحد. وأكدت المحافظة، في بيانها، حرصها على المضي قدمًا في تلبية كافة الطلبات الرسمية التى ترد إليها من المطرانيات المختلفة للتأكيد على أن مصر للمصريين ولا تمييز بين مصري وآخر في الحقوق وأيضا في الواجبات. وأشار البيان إلى تلبية 32 طلبا للمطرانيات المختلفة خلال الفترة من شهر سبتمبر 206 حتى نفس الشهر من العام الحالي، منها 133 طلبا بمطرانية المنيا وأبو قرقاص. ونوه إلى أن الأقباط يقيمون شعائر الصلاة أيضا خلال الفترة من شهر سبتمبر 2006 حتى نفس الشهر من العام الحالي، في أكثر من 211 منزلا بالمنيا وأبوقرقاص دون أى مشاكل، ولم يتم غلق أى منها، ولم يشر إليها بيان الأنبا مكاريوس من قريب أو بعيد. وتضم محافظة المنيا أكبر عدد من الكنائس وبيوت الخدمة والمطرانيات والأديرة، تقدر بعشرة أديرة للطوائف المختلفة وسبع مطرانيات بما يتبعها من كنائس وبيوت خدمات وبيوت صلاة وملحقات أخرى. ورفض الأنبا مكاريوس، التعقيب على بيان المحافظ، مؤكدًا أنه تربطه به علاقة ود كبيرة، وأن اتفاق جرى مع الأخير بعدم الرد على البيان رغم تحفظ المطرانية على ما ورد فيه من عبارات ومعلومات، وذلك لإتاحة الفرصة للمحافظة لحل مشاكل الأقباط ورفع الظلم عنهم، مشددا في الوقت ذاته على أن المطالبة بالحق ليست تشددا، كما أنه ليس هناك طرفان متنازعان وإنما طرف واحد مجني عليه، لافتا إلى أن المشاكل ستُحل بالحوار والتفاهم و"هانحن قد طرحنا مشكلتنا أمام سيادته، ونثق أنه بحكمة وشجاعة وسيجد حلولا لها". جدير بالذكر أن الأنبا أغاثون، أسقف مغاغة والعدوة، شمال المنيا، أصدر بيانا أمس الخميس، أعلن فيه تضامنه هو وكهنة وشعب إيبارشية مغاغة والعدوة، مع الأنبا مكاريوس أسقف المنيا في أزمته، بعد إغلاق ثلاث كنائس ومحاولة الاعتداء على الرابعة بعزبة زكريا، معربا عن تأثره وحزنه الشديد لما يتعرض له الأنبا مكاريوس وشعبه من تجاوزات الخارجين عن القانون والإهانات ضد الأقباط وضد المقدسات وتأدية الشعائر الدينية التي يكفلها الدستور والقناون المصري، مطالبًا كافة أجهزة الدولة بإعادة النظر لحل مشكلات الأقباط فيما يخص دور العبادة وتأدية الشعائر الدينية، مؤكدا وجود مشكلات حقيقية بمختلف الإيبارشيات بمحافظة المنيا، واختتم البيان بمطالبة وسائل الإعلام بتحري الدقة فيما يخص قضايا الأقباط واختيار الألفاظ وعدم التشكيك في وطنيتهم.