في الوقت الذي تنادي فيه الدولة بضرورة الاهتمام بالتعليم، من أجل بناء المستقبل، يعاني أكثر من 300 طالب وطالبة من أبناء عزبة الريدي، التابعة لمركز بني مزار، شمال محافظة المنيا، من عدم وجود مدرسة لهم، الأمر الذي يهدد باستمرار تعليمهم، بسبب سيرهم لأكثر من 8 كيلو مترات ذهابًا وإيابًا إلى أقرب مدرسة لهم، وتعرضهم للتحرش والحوادث والموت المحقق على ما أسموه ب"طريق الموت". "التحرير"، قطعت ما يقرب من 100 كيلو متر، شمال مدينة المنيا، حتى وصلت إلى عزبة الريدي، التابعة لمركز بني مزار، استجابة لشكوى سكانها الذين يتخطون ال5 آلاف نسمة، والذين شرعوا في بناء مدرسة لهم بالجهود الذاتية، على قطعة أرض "أملاك دولة". حيث أوضح أهالي القرية، أنهم بدأوا في إجراءات بناء المدرسة، منذ عام 2010، بسبب المعاناة التي يواجهها أبناؤهم، أثناء الذهاب والإياب إلى أقرب مدرسة لهم، بقرية طمبو، حيث يقطعون مسافة 8 كيلو مترات ذهابًا وإيابًا إليها، سيراً على الأقدام، الأمر الذي يعرضهم للموت والإصابة، موضحين أن القرية، يتعرض سنويًا 2 أو 3 من أبناءها في حوادث على الطريق، خلال ذهابهم للمدرسة. وطالب عبد الله عيد، أحد أهالي القرية، التربية والتعليم، بتوفير مدرسين لأبناء القرية، داخل المدرسة الذين يقوموا ببنائها بالجهود الذاتية، لحين إصدار قرار بالتخصيص، وبناء مدرسة تليق بهم، وذلك خوفًا على حياتهم وتجنبًا للمحاطر التي يتعرضون إليها خلال ذهابهم إلى المدرسة بالقرية المجاورة.
"إحنا أموات ومعدومين ومش متواجدين على الخريطة"، بهذه الجملة، أعرب أحمد محمود، أحد أهالي القرية، عن غضبه الشديد، بسبب عدم الموافقة على إنشاء مدرسة لهم، قائلًا "إحنا بنطالب بأقل حقوقنا وهو تعليم أولادنا علشان يطلعوا حاجة ينفعوا البلد، ولو الدولة سابتهم كده هيطلعوا عكس التيار وهيكون منهم المجرم والبلطجي".
وحكت سهيلة جلال، إحدى فتيات القرية، والطالبة بالصف الأول الثانوي، تجربتها خلال مرورها بالمرحلتين الابتدائية والإعدادية، قائلة، "كنت بأمشي 4 كيلو عند ذهابي للمدرسة، ومثلهم أثناء عودتي منها، مما يجعلني أفقد التركيز فور وصولي للمدرسة، ويغلبني النعاس فور عودتي من المنزل، ناهيك عن تعرضنا للتحرش من عدد من الشباب وسائقي التوكتوك، بالإضافة إلى تعرضنا للحوادث".
فيما تذكر عطية محمد عل ابرايهم، الطالب بالصف الثالث الإعدادي، ما تعرض له منذ عامين، خلال سيره على الطريق، للوصول إلى مدرسة طمبو الإعدادية، باصطدامه بإحدى السيارات، مما دفعه إلى استئصال الكلي اليسرى، وتركيب مسامير وشرائح بقدمه اليسرى أيضًا.
"التحرير"، حاولت الحصول على رد من وكيل وزارة التربية والتعليم، رمضان عبد الحميد، إلا أنه رفض التعليق، بحجة أن "الموضوع لا يمت بصلة للوزارة".