عامان على الثورة. عامان من الآمال الضائعة والإحباطات المتوالية، ومع ذلك تبقى جذوة الثورة مشتعلة فى ضمائر المصريين. عامان على الثورة. الذين أفتوا بتحريمها يتصدرون المشهد الآن (!!) والذين التحقوا بها عندما أدركوا أن النظام ينهار يزوّرون التاريخ ليقولوا إنهم أصحاب الثورة (!!) بينما الثوار الحقيقيون ما زالوا يتلقون نفس الرصاص، ويحاكمون أمام المحاكم الخاصة، ويواجهون -فى وقت واحد- ميليشيات الإرهاب وبطش الحكم الذى يسعى لتثبيت الفاشية الجديدة!! عامان على الثورة. الذين سرقوها يبطشون بالثوار ويفككون الدولة ويضعون مستقبل الوطن فى دائرة الخطر. أهداف الثورة فى الخبز والحرية وكرامة الإنسان تتبدد. نسبة الفقراء تضاعفت والبطالة تسحق زهرة شباب مصر. الاقتصاد يتراجع. الجنيه لم يعد له قيمة. الغلاء فوق طاقة الناس. والقادم، -إذا استمر حكم الفاشيين الجدد- أسوأ بكثير!! ما لم يستطع حكم مبارك أن يفعله، يعتبره الحكم الحالى إنجازا. (!!) شروط صندوق النقد تعنى -قبل كل شىء- رفع الدعم وسحق الفقراء، وزيادة الأسعار ومضاعفة الضرائب. وفى ظل الوكسة الاقتصادية يعرضون أصول مصر ومرافقها ومؤسساتها للبيع أو للإيجار أو يضعونها رهنا من أجل بضعة مليارات يجملون بها وجههم ويثبتون بها حكمهم!! عامان على الثورة. القضاء تم انتهاك استقلاله. الصحافة فى محنة، الدستور تم اختطافه. القوانين يجرى إعدادها لقمع الحريات ومنع التظاهر وفرض القيود على الصحافة. الحرية التى حلم بها الثوار تحاصر بالميليشيات وبالقرارات الاستبدادية والاستفتاءات المزورة والقوانين الباطلة. عامان على الثورة. الفاشية الجديدة تُحكم قبضتها على مؤسسات الدولة، تستعد لتزوير انتخابات البرلمان، تخطط لاختراق القضاء والشرطة والجيش، ولمحاصرة الإعلام وإسكات الصحافة الحرة، تفتح أبواب الفتنة الطائفية كما لم يحدث من قبل، تقهر المرأة وتحرمها من حقوقها الأساسية، تعد العدة لدولة دينية توزع اتهامات الكفر على كل المصريين! عامان على الثورة. سياسات النظام السابق لم تتغير. الانحياز ضد الفقراء كما هو، الفساد يرتدى أقنعة جديدة. مليونيرات جدد يرثون المليونيرات القدامى ولكنهم أسوأ وأكثر جهلاً. اختفى رجال الصناعة وخبراء الاقتصاد، ليظهر تجار العملة وخبراء توظيف الأموال. فى ستة شهور زادت الديون مئة مليار جنيه، المصانع تغلق أبوابها والحكام الجدد يحتفلون بافتتاح المزيد من السوبر ماركت!! عامان على الثورة. الحكم يتسول رضا الشريك الاستراتيجى الأمريكى، ويتحدث عن علاقات المحبة بين مصر وإسرائيل (فى رسالة مرسى لبيريز!!) ودولة قطر تتحول إلى «كفيل» للنظام (!!) وأفغانستان والصومال والسودان أصبحت هى النماذج التى يستلهم منها الحكم ملامح الدولة الجديدة التى يعدنا بها!! عامان على الثورة. والناس تسأل «مصر رايحة على فين؟».. والجواب عند الملايين التى خرجت لتسقط النظام السابق فى ثورة تم اختطافها، والتى تستعد لاستئناف ثورتها وإنقاذ مصر من الفاشيين الجدد. لم يعد هناك مفر من المواجهة. كل تأخير يعنى المزيد من الشهداء، والمزيد من تراجع مصر، والمزيد من بطش الفاشية واستبدادها. لا مفر من المواجهة. يتصور الفاشيون الجدد أنهم أقوياء حين يتمتعون بدعم «الشريك الاستراتيجى» فى واشنطن، ورضا الصديق الوفى فى تل أبيب، وأموال «الكفيل» الثرى فى الدوحة.. النظام السابق كان لديه أكثر من ذلك وأسقطناه بضربة واحدة. نحن الآن أقوى. الملايين التى خرجت قبل عامين تبحث عن الخبز والحرية والكرامة لن تعود إلا إذا حققت أهدافها. الكارثة التى تهدد مصر تحت حكم الفاشيين الجدد تجعل من إسقاطهم فريضة وطنية. الموعد فى 25 يناير مرة أخرى. لا مفر من استعادة الثورة، ولا بديل عن الانتصار!!