أعلن الحرس الثورى الإيرانى أن التحقيقات التقنية تظهر أن اغتيال رئيس المكتب السياسى بحركة حماس، إسماعيل هنية، نفذ بمقذوف يزن رأسه 7.5 كيلوجرامات، وأشار إلى أن العملية تمت عن طريق إطلاق المقذوف قصير المدى من خارج مكان إقامة هنية. وقال إن المبنى الذى كان فيه هنية، هو مقر لإقامة الضيوف الأجانب ويخضع لكافة البروتوكولات الأمنية، لافتًا إلى أن الاغتيال تم بتخطيط وتنفيذ من جانب «الكيان الصهيونى» ودعم من الولاياتالمتحدة، والذى سعى إلى الكيان عبر عمليته فى طهران ل«إحداث فتنة» فى العالم الإسلامى وجبهة المقاومة، وأكد أن اغتيال هنية ستكون تداعياته مدمرة على الكيان الصهيونى والولاياتالمتحدة الداعمة له. إلى ذلك، قالت صحيفة ديلى تليجراف، البريطانية، إن جهاز المخابرات الإسرائيلية المعروف باسم «الموساد» استأجر عملاء إيرانيين لزرع قنابل فى مقر إقامة رئيس المكتب السياسى بحركة حماس، إسماعيل هنية، فى حين قال تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، نقلا عن مصادر إيرانية، إن السلطات الإيرانية اعتقلت أكثر من 20 شخصًا، بينهم ضباط مخابرات كبار ومسؤولون عسكريون وموظفون فى دار ضيافة عسكرية فى طهران، ردًا على «الخرق الأمنى الكبير والمهين» الذى مكّن من اغتيال هنية. وأوضحت الصحيفة، فى تقرير نشرته على موقعها مساء أمس الأول، والذى وصفته ب«الحصرى» إلى أنها «علمت» أن الموساد استأجر عملاء بالأمن الإيرانى لوضع أجهزة متفجرات فى ثلاث غرف منفصلة بدار الضيافة، حيث كان يقيم زعيم حركة حماس، ثم فجرتها عن بعد. وأشار التقرير إلى أن ما سماه «الخطة الأصلية» كان يتمثل فى اغتيال هنية الزعيم السياسى للحركة فى شهر مايو عندما حضر جنازة إبراهيم رئيسى، الرئيس الإيرانى السابق. ونقل التقرير على لسان مسؤولين إيرانيين قولهما ل«تليجراف» إن العملية لم تمض قدمًا بسبب الحشود المزدحمة الضخمة داخل المبنى، فضلًا عن الاحتمال الكبير فى فشلها. وقال التقرير: «بدلًا من ذلك وضع العميلان أجهزة تفجير فى 3 غرف دار الضيافة فى شمال طهران والذى يتبع الحرس الثورى الإيرانى، والذى كان مرجحا أن يقيم فيه هنية»، وأضاف أنه تم رصد العملاء وهم يتحركون خلسة، عندما دخلوا وخرجوا من غرف متعددة فى غضون دقائق. وأضاف التقرير: «يقال إن العملاء تسللوا وخرجوا من البلاد، لكن لديهم مصدر واحد لايزال فى إيران، وقاموا بالتفجير من الخارج فى الغرفة التى كان يقيم فيها هنية، الذى قتله الانفجار، حيث كان فى طهران من أجل المشاركة فى حفل تنصيب الرئيس الإيرانى مسعود بزشكيان. وقال التقرير إن الموساد، بقيادة مديره ديفيد بريناع، من المعتقد أنه جند عملاء من وحدة الحماية المعروفة باسم «أنصار المهدى» فى طهران. وفى هذا السياق، نقل التقرير عن مسؤول فى الحرس الثورى الإيرانى قوله ل«تليجراف»: «إنهم متيقنون من أن الموساد استأجر عملاء من وحدة أنصار المهدى، فى إشارة إلى وحدة تابعة للحرس الثورى مسؤولة عن تأمين وسلامة كبار المسؤولين رفيعى المستوى»، وأضاف المسؤولون: «لدى التحقيق اكتشفوا أجهزة تفجير إضافية فى غرفتين أخريين». وقال التقرير إن مسؤولًا ثانيًا داخل القوات العسكرية الخاصة بالحرس الثورى، قال للصحيفة إن ذلك «إذلال» لإيران و«خرق أمنى كبير»، لافتًا إلى أن هناك «لعبة لوم داخلى» تسيطر على الحرس الثورى مع قطاعات مختلفة تتبادل الاتهامات بالفشل، حسبما كشف المصدر الأول للصحيفة. وأشار التقرير إلى أن قائد قوة القدس بالحرس الثورى الإيرانى إسماعيل قانى، أخذ يستدعى أشخاصًا لفصلهم واعتقالهم أو ربما لإعدامهم، والذى قال إن الخرق الأمنى أذل الجميع، مضيفا أن القائد الأعلى استدعى جميع القادة عدة مرات على مدى اليومين الماضين. وقال التقرير إن الحرس الثورى يقيّم حاليًا خياراته من أجل الانتقام بضربة مباشرة على تل أبيب كخيار أساسى، والذى يشارك فيه حزب الله اللبنانى وغيره من وكلاء إيران، حسبما تفهم الصحيفة. وأضاف أن اغتيال هنية فى العاصمة الإيرانية زاد المخاوف بشأن تمدد إسرائيل ونفوذها داخل إيران. واعتقلت السلطات الإيرانية أكثر من 20 شخصًا، بينهم ضباط مخابرات كبار ومسؤولون عسكريون وموظفون فى دار ضيافة عسكرية فى طهران، ردًا على «الخرق الأمنى الكبير والمهين» الذى مكّن من اغتيال إسماعيل هنية، حسبما أوردته صحيفة «نيويورك تايمز»، نقلًا عن مصادر إيرانية. وقال التقرير إن «كثافة ونطاق تحقيقات الحرس الثورى تكشف مدى الصدمة والاضطراب اللذين أحدثهما الاغتيال فى قيادة البلاد». وقال مسؤولون فى كل من الشرق الأوسط وإيران إن الانفجار المميت كان نتيجة قنبلة زرعت فى غرفة هنية قبل شهرين من وصوله. وبعد الهجوم، داهم عملاء الأمن الإيرانى مجمع دار الضيافة، الذى ينتمى إلى الحرس الثورى والذى كان هنية يقيم فيه بشكل متكرر - فى نفس الغرفة - خلال زياراته لطهران. واستجوب فريق منفصل من العملاء كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين المسؤولين عن حماية العاصمة، ووضع عددا منهم قيد الاعتقال حتى انتهاء التحقيقات، بحسب المصدرين.