«وفى صباح يوم أحد، جمع سكويلر الحيوانات، وقال لها: إنكم تذكرون ولا شك أن الزعيم نابليون قد قال منذ عدة أسابيع كلمات ذات مغزى عميق، قال إنه لو كانت رؤوس الدجاجات أكبر مما هى لأمكنها التفكير فى طريقة للمساهمة فى بناء طاحونة الهواء مثلما تساهم الحيوانات الأخرى، والواقع أنه لا يجوز لأى حيوان أن يتخلف عن المساهمة فى تأدية هذا الواجب القومى حتى لو كان دجاجة ضعيفة لا تستطيع حمل الأحجار، ولهذا فقد تقرر إتاحة الفرصة للدجاج للمساهمة بطريقة عملية. كانت الدجاجات مشغولة فى أول الأمر بالتقاط بعض البذور من شقوق الأرض، ولكنها الآن تصغى باهتمام شديد وهى تتوجس خوفا. وفجأة مد سكويلر قامته وأعلن فى صوت حازم: لقد قرر الزعيم تسليم أربعمئة بيضة كل أسبوع إلى المحامى، ليبيعها للمزرعة المجاورة مقابل كمية كبيرة من الحبوب والعلف، وسيظل هذا القرار ساريا حتى فصل الصيف عندما يتحسن الجو وينمو عندنا العشب الكثير. ما إن سمعت الدجاجات هذا القرار حتى أطلقت صرخات مفزعة، فلم يخطر لها على بال أن مثل هذا العمل القاسى الذى كان يرتكبه الإنسان يمكن أن يتكرر فى عهد الثورة، إنها تستعد لترقد على البيض حتى يفقس فى الربيع وهى تتطلع إلى اليوم الذى ترى فيه فراخا صغيرة جميلة تكسر قشر البيض وتخرج منها. وتعالت أصواتها معلنة الاحتجاج، ولأول مرة منذ طرد جونز حدث فى المزرعة ما يشبه الثورة». قرر نابليون أن يتصرف بسرعة وجرأة، فلابد من حرمان الدجاج من أى طعام، لأن ما تفعله الدجاجات أمر خطير.. إن هذا هو ما يعرف باسم «الثورة المضادة»! الإعلامى الخنزير سكويلر متحدثا بلسان زعيم الثورة فى العهد الجديد نابليون فى رائعة جورج أورويل «مزرعة الحيوانات».