· البدري فرغلي : الساحة خلت من المعارضة الشريفة .. ومنافسو مبارك في الانتخابات الرئاسية القادمة «كومبارس» · المستشار محمود الخضيري : الرئيس مبارك يعتقد أن الشعب «مبسوط» من سياساته · أحمد بهاء الدين شعبان: النظام لا ينوي تغييراً حقيقياً وسيستمر بنفس السياسات القمعية ليس هناك أمل في أي تغيير مع مطلع العام الجديد 2011 بل ان كابوس النظام الحالي سوف يظل جاثما علي صدور المصريين حتي 2017، هذا ما توقعه سياسيون مؤكدين أن الرئيس مبارك باق في الحكم حتي اشعار آخر، واتهموا الشعب المصري بالسلبية لصمته علي الأوضاع الحالية المتردية، واتهموا في نفس الوقت المعارضة بأنها تسعي إلي مكاسب ضعيفة وانها معارضة منقسمة علي نفسها أفادت النظام الحاكم! المستشار محمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض السابق يري أن مبارك من الممكن أن يظل في الحكم حتي ما بعد2017 طالما أن الشعب صامت ولا يتحرك فالحل في هبة شعبية تطيح بالنظام، حيث ان الرئيس مبارك اعتقد أن الشعب مبسوط من سياساته بعد نتيجة انتخابات مجلس الشعب التي اكتسح فيها الحزب الوطني منافسيه بالتزوير، وأيضا من أوصل له ذلك أن المصريين صمتوا علي ذلك وهو موقف سلبي رسخ هذه الصورة عند الرئيس . وأشار الخضيري إلي أنه لا يوجد حاكم يترك الحكم برغبته حتي في أمريكا فالرئيس يترك الحكم لان هناك انتخابات ديمقراطية ونزيهة تجبر الحاكم علي الرحيل، أما في دول العالم الثالث فالرؤساء ليسوا ملائكة أو رسل لذلك يتشبثون بالحكم لآخر نفس. البدري فرغلي قطب التجمع البارز أكد أنه بعد تزوير انتخابات مجلس الشعب والاجهاز علي المعارضة الشريفة خلت الساحة لأقطاب النظام حتي لا ينافسهم أحد وأصبح التفكير في منافسة مبارك من الناحية الدستورية بلا فائدة، لان من سوف يترشح أمامه سيكون مجموعة من «الكومبارس» أتي بهم لتمثيل فيلم هزلي عن الديمقراطية الوهمية، وأشار فرغلي إلي أن النظام الحالي أفقر مصر وجعلها في مؤخرة الدول وهرب آلاف الشباب إلي دول الخليج للعمل بعيدا عن أوطانهم حيث لم يجدوا لقمة عيش شريفة في بلدهم فذهبوا يبحثون عنها وفي سبيل ذلك ذاقوا الذل في نفس الوقت وزادت أعداد مالكي المليارات والحيتان الجدد محتكري السلع الذين أفقروا البلاد والعباد، كل هذا في ظل النظام الحالي الذي وفر لهم الحماية الشرعية. أما الدكتور حمدي حسن المتحدث الرسمي باسم كتلة الاخوان السابق في مجلس الشعب فأكد أن طرح مبارك لتولي فترة رئاسة قادمة وبقاءه في الحكم حتي2017 يؤكد أن هذا النظام يري أنه ليس في مصر بكل رموزها ما يصلح لان يحكم البلد وهي نظرة قاهرة لأن النظام الحالي قاد البلد للانهيار الكامل في كل شيء لدرجة أن المواطنين فقدوا الانتماء للوطن وهذا أخطر شيء أوصلنا إليه النظام الحالي، فأصعب شيء ألا يشعر المواطن بأنه ينعم بثروات بلده التي نهبها الكبار والمنتفعون من النظام الذي عليه أن يحمل عصاه ويرحل حتي تستطيع مصر أن تنهض من كبوتها، وأشار حسن إلي أن الضغط الشعبي والرفض الايجابي هو الطريق الوحيد لاجبار مبارك علي عدم الترشيح لفترة رئاسية قادمة بل والبقاء في الحكم مدي الحياة طبقا للمادة 77 من الدستور والتي طالبت كل القوي الوطنية بتغييرها. ودعت الدكتورة كريمة الحفناوي للرئيس بطول العمر والصحة، ولكنها لا تتمني أن يظل في الحكم ولو ساعة حيث ان النظام الحالي أصبحت سلطاته تصب في صالح المنتفعين الذين يحيطون به والذين تضخمت ثروتهم بشكل غير مسبوق لان الجشع لا يأتي إلا بمزيد من الجشع، ويبدو أن رأس المال له سحره الخاص ويجعل الناس تتكالب علي المناصب ولا يتركونها بسهوله فما بالك بمنصب رئيس الجمهورية وهو منصب في دول العالم الثالث يتحكم في كل شيء ويملك كل شيء. وأشارت الحفناوي إلي أن الشعب المصري سيكون حسابه عسيرا بالنسبة للنظام الحالي حالة رحيل وتغييره بنظام آخر لأن مصر أصبحت «عزبة» يرتع فيها كل أصحاب المصالح والمنتفعين والأثرياء الجدد الذين أثروا علي حساب الوطن في نفس الوقت الذي لا يجد فيه الكثير من المصريين قوت يومهم مع أن الرئيس مبارك قال إن «الكفن ملوش جيوب» إلا أن هذا يتناقض مع تشبثه بالسلطة ورفضه التنحي عنها أو ترك المنصب لوجه آخر وسياسة أخري قد تصلح ما أفسده هذا النظام طوال 30سنة ماضية، إلا أن مبارك لن يترك الحكم بسهولة وهو باق بالفعل حتي2017، وبعد هذا التاريخ أيضا إذا لم يتضافر الشعب كله في مواجهة النظام الذي فقد شرعيته بعد انتخابات مجلس الشعب المزورة التي تواطأ فيها المنتفعون للقضاء علي المعارضة وذبحها، وبالتالي أصبح مجلس الشعب عبارة عن تجمع للحزب الوطني ولجنة سياساته التي سيطر أعضاؤها علي كل شيء في البلد واحتكروا وأفسدوا الحياة السياسية. ويراهن الدكتور يحيي القزاز علي أن مبارك باق في الحكم طالما لا توجد «هبة شعبية» وطالما أن أوراق اللعبة كلها في أيدي أمريكا والتي تريد مبارك لانه الحليف الاستراتيجي لها في المنطقة وأشار القزاز إلي أن الشعب وقع بين سندان النظام ومطرقة المعارضة لان حال المعارضة لا يرضي عدوا ولا حبيبا وما تفعله يطيل عمر النظام ففي الوقت الذي تحدثت فيه المعارضة عن التغيير عندما تم الاعلان عن انتخابات مجلس الشعب لم تتردد هذه المعارضة ولو لثانية واحدة في أن تشارك النظام القائم باللعبة ومبارك موجود طالما المعارضة موجودة بشكلها الحالي والمهتريء لانها معارضة منقسمة علي نفسها وتبحث عن مصالح لها من جيوب النظام الحاكم، وأشار القزاز إلي أن الرئيس مبارك يتشبث بالحكم فهو الذي قال انه سوف يظل في الحكم لآخر نفس في حياته ليس هذا فقط بل يريد أن يورث الحكم لابنه أيضا، وسواء أتي التوريث بالدم أو بالنسب فإنه يحقق الاغراض في عدم افتضاح الجرائم التي ارتكبها النظام الحالي فمنهم يريدون التغطية علي ما نهبوه وحتي لا يفتضح أمرهم وليبقي سرهم في بير وحتي لا يحاكمهم أحد لأن تغيير النظام القائم معناه أن كثيرين سيقدمون إلي المحاكم العلنية التي سوف يطالب بها الشعب. ويتفق مع الرأي السابق المهندس أحمد بهاء الدين شعبان أحد مؤسسي حركة كفاية الذي يضيف: محاكمة الفاسدين تتوقف علي من سوف يخلف الرئيس سواء جمال مبارك أو أحد أركان النظام فلن يكون هناك أي تغيير حقيقي يمس جوهر النظام ولكن إذا جاء حاكم من خارج الدائرة فإنه سوف يفتح ملفات الفساد والتفريط في ثروات الشعب المصري، وأشار شعبان إلي أن النظام الحالي تجاوز كل الحدود ولم يعد يجدي معه أي كلام أو يفيد أي حديث حيث ان شيخوخة النظام بلغت ذروتها ومن الواضح أن الاصرار علي البقاء في الحكم يعكس ليس فقط شيخوخة نظام بأكمله وعلي كافة المستويات والاصعدة بل يؤكد أن النظام وصل إلي سن متقدمة جدا علي كل المستويات وأصاب الجمود ويري بهاء الدين شعبان أن الحل يأتي عبر حركة جماهيرية حقيقية وقوة معارضة متماسكة وفرض إرادة الشعب علي النظام الذي لا ينوي تغييرا حقيقيا لان الرئيس القادم سيكون امتدادا للرئيس القديم: نفس السياسات ونفس الأساليب القمعية والديكتاتورية.