في حديث مبارك مع عماد الدين أديب سأله عن تداول السلطه فأخبر الرئيس أن ذلك يكون من خلال صناديق الانتخاب ولعل الشعب المصري الان كله يسأل الرئيس هل كان يعني ذلك فعلا و اذا كانت كل الجرائم التي حدثت ابان الانتحابات لأن الاخوان قد رشحوا أشخاصا يتنافسون فقط علي ثلث المقاعد فماذا سيحدث اذا رشح الاخوان علي كل المقاعد هل ننتظر عندئذ حربا أهليه أو اسلحه كيماويه و هل الرئيس المصري عنده أدني استعداد لتداول السلطه أم أن هذا عنده من رابع المستحيلات هذا الكلام أيضا ينطبق علي الحزب الذي يزمع جمال مبارك تأسيسه هل سيقبل بتداول السلطه أم لا فاذا كان حزبا حقيقيا يقبل بتداول السلطه و يستعد للبقاء فتره في المعارضه و الا فالأولي أن يبقي السيد جمال في كنف الشاذلي و الشريف أو أن يعتزل السياسه كما ألمح بعد نتائج المرحله الأولي للانتخابات أن المؤكد أن الرئيس مبارك لن يجري اصلاحات حقيقيه و لا السيد جمال مبارك عنده أدني استعداد لتداول السلطه ومن ثم تصبح الصوره شديدة القتامه فاذا أضيف الي ذلك أن الشعب المصري بالاجماع يكره الحزب الوطني كراهة التحريم و الحزب الوطني مصر علي أغلبية الثلثين لتمرير الاتفاقيات المشبوهه كالكويز و بيع الغاز الطبيعي لاسرائيل اذا أدركت هذا كله أدركت عمق المأساه التي تعيشها مصر الان فماذا سيفعل الاخوان : من المتوقع الا يحدث التواجد الاخواني المكثف تغييرات جوهريه في شكل الحياه السياسيه في مصر و مازال النظام قادرا علي استيعابهم من منطلق أنهم جماعه محظوره و بالتالي فجميع الكوادر الاخوانيه عرضه للاعتقال و المحاكمه بالتهمه الساذجه وهي الانضمام لجماعه محظوره و الجميع لا ينسي كيف كان الدكتور محمد مرسي يقدم الاستجوابات في البرلمان بينما ابنه الطالب في نهائي الطب معتقل خلف أسوار السجن من المؤكد أن الاخوان سيحاولون في البرلمان ولكن لا يعتقد أنهم سينجحون في احداث تغيير حقيقي و خاصة بعد سقوط النواب الأقوياء مثل البدري فرغلي و أبو العز الحريري و عادل عيد و أيمن نور ولكن المحك الحقيقي والاختبار الذي سيحدد علاقة الشعب المصري بالاخوان هو قبولهم لخيار التوريث الذي يرفضه الشعب المصري بالاجماع أما كفايه فقد أدركت أن المشهد السياسي كله باطل و محاولات الترميم لن تجدي و لن تحدث شرعية ما و من ثم فقد لجأت الي احياء فكرة التظاهر السلمي و التنديد بالاستبداد و التمديد و التوريث وصار من الطبيعي الان أن تجد التظاهرات يحركها رجال ونساء ناضجون في الخمسينيات من العمر ولهم وضعهم العائلي و الوظيفي والاجتماعي المستقر بعد أن كان التظاهر حكرا علي الشباب في العشرينيات ولكن كفايه تراهن علي سقوط النظام في حالة حشد تظاهرة المائة الف مواطن المستمره في شوارع القاهره لمدة ثلاثة أيام ولكن الواقع ينفي ذلك فلن تقوم مظاهرة المائة ألف الا بدعم من الاخوان الذين لن يفعلوا ذلك بسبب احتكارهم مقاعد المعارضه في البرلمان أما السبب الاخر فان النظام لن يتورع عن فعل أي شئ لفض المظاهره وما قتل وسحل المواطنين في الانتحابات ببعيد هكذا يبدو المشهد السياسي في نهاية 2005 التي كنا نتمني أن تكون عام الحسم في التغيير و لكنها لم تشهد الا تغييرا طفيفا مع تأجيل الحسم حتي اشعار اخر أستاذ جراحة القلب و الصدر بطب الزقازيق