عبر منسق الأممالمتحدة للشئون الإنسانية فى جنوب السودان عن انزعاجه من تعرض أحدث دولة فى العالم لكارثة إنسانية إذا حال القتال دون زراعة المحاصيل خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. وصرح توبى لانزر، نائب الممثل الخاص للأمم المتحدة ومنسق الشئون الإنسانية لجنوب السودان, مقابلة مع رويترز أمس الثلاثاء ، إن من الضرورى أن يتمكن سكان جنوب السودان من الزراعة فى مارس وأبريل ومايو لضمان وجود محصول هذا العام. وأضاف "أكثر ما يحتاجه سكان جنوب السودان حاليا هو التوجه بمواشيهم إلى الحقول والزراعة... وإذا تمكنوا من ذلك فسيقدمون مساعدة كبيرة لأنفسهم لتجاوز هذا الوضع المزرى". وأشار "لكن إذا لم يتمكنوا من هذا وإذا استمر العنف -واحتمال هذا كبير فى بعض الولايات الرئيسية التى يستشرى فيها انعدام الأمن الغذائى والأكثر عرضة للفيضانات- فسيكون مستقبل الوضع الإنسانى شديد الخطورة". وأوضح إلى أن هناك بالفعل 3.7 مليون شخص يفتقرون للأمن الغذائى فى جنوب السودان الذى انفصل عن السودان عام 2011. ويمثل هذا الرقم ثلاثة أمثال ما كان عليه فى ديسمبر الماضى. وقال لانزر "إذا ضاع على هؤلاء موسم الزراعة فأعتقد أن بالإمكان القول انه ستكون هناك كارثة... ليس الآن ولا الشهر المقبل لكن لن يكون هناك موسم حصاد فى نهاية هذا العام، ودعا الأطراف المتحاربة للتوصل إلى "وقف حقيقى لإطلاق النار فى مارس وأبريل ومايو". وقال لانزر ان الأممالمتحدة كانت تأوى فى إحدى المراحل 85 ألف شخص، لكن العدد انخفض إلى حوالى 75 ألفا. وأضاف أن معظم اللاجئين يتكدسون فى أربع قواعد لبعثة الأممالمتحدة وسط ظروف صعبة. أضاف انه حث الدول المانحة على الإسراع بصرف المساعدات لجنوب السودان. وفى يناير تعهدت الدول بتقديم 1.27 مليار دولار كإغاثة طارئة، لكن لانزر قال إن البلاد لم تتلق سوى 300 مليون دولار حتى الآن.