أصبحت مصر -اللى كانت محروسة زمان، قبل ما يركبها النحس أبوعمة- المصنف الأول عالميا فى حوادث القطارات، بعد النتائج المذهلة، التى حققتها فى الأشهر الأخيرة، خاصة بعد انتقال تبعية هيئة السكك الحديدية.. وصوتى على الركاب يا زكية، من وزارة النقل والمواصلات وتغسيل ودفن الموتى بما لا يخالف شرع الله، إلى عزرائيل مباشرة، وإصدار تعليمات مشددة، بضرورة تعيين مقرئ من بتوع القرافة، ومغسل وحانوتى على كل قطار، وضرورة أن يكتب كل مواطن اقرارًا على نفسه، قبل ما يحط قدمه فى القطر، أنه مسئول مسئولية كاملة عن الركوب، وقد كتب وصيته، وقرأ الشهادة، وأن الولية مراته ستقوم برعاية الأولاد والحمار بما يرضى الله، ولن تتزوج إلا بعد الأربعين. وبعد أن كانت مصر تشتهر بحضارة سبع آلاف سنة، والأهرام وابوالهول، اللى مشايخ بلاش تبوسينى فى عينى يا مزة.. دى البوسة فى العين تفرق، ناويين يهدهوم، وياخدوا الطوب يحدفوا بيه العيال فى التحرير، وعند الاتحادية المباركة فى عين أبوهم، خاصة أنه طوب فرعونى أصلى، يعنى ترقع الزبون طوبة من هنا، يتكوم من هنا ولا الاله سخمت، أصبحت مصر تشتهر الآن بحضارة العمة والنقاب.. والزمن الهباب، وأولاد أبواسماعيل من أكلة لحم الجمال اللى يشد العصب ويمنع الدود، أبطال حرب مدينة الانتاج الاعلامى، ومارينز الحاكم الفعلى لإمارة مصر الاسلامية، من أكلة الفتة والفشة والأكباد، أبطال موقعة المحكمة الدستورية الضروس، ومولانا بتاع أنا عاوز راجل، ما تعرفش عاوزه ينيل بيه إيه لا مؤاخذة، وحوادث القطارات التى يركبها الفقراء، وكأنهم يمارسون الانتحار الجماعى، بدل القرف والغلب وخلقة المشايخ بتوع على بطنها تنور وعلى رجلها تنور، اللى تقطع الخلف. أصبح ركوب القطارات النعوش، عملية انتحارية، حيث يقوم أهل الراكب وجيرانه بتوديعه الوداع الأخير وقراءة الفاتحة على روحه، ولو كان سيد درويش عايش لحد دلوقت كان وقف فى محطة مصر، وقعد يلطم ويصوت.. أنا المصرى كريم العنصرين هربت من أسيوط.. شقطونى فى البدرشين.. ولو كان حافظ إبراهيم حيًا، لأنشد رائعته محطة البدرشين.. وقف الخلق ينظرون جميعا.. كيف أركب القطار وحدي.. وياترى العيال والبهيمة.. هايعملوا إيه من بعدى، فلا أحد يصدق أنه خلال شهرين فقط، تشهد مصر خمسة عشر حادثا للمحروق القطر، كانت ابشعها على الاطلاق مجزرة أسيوط، التى راح ضحيتها عشرات الأطفال، وبالطبع.. لن تكون حادثة البدرشين هى الأخيرة، إلا اذا اصدر مولانا الخليفة واتباعه ومواليه فتوى بأن ركوب القطار مكروه شرعا، لأنه فيه نجاسة، حيث يقضى الركاب من النساء والرجال حاجتهم فيه، كما يلبد العيال وراء النسوان فى الزحمة، ويدخل بينهما الشيطان، الغريب أن الحاج سعد الكتاتني، رئيس حزب الحرية والعدالة، البسوا العمة يا رجالة، أعلن أن تلك الحوادث نتيجة لنظام مبارك، يعنى نظام المشايخ ملوش دعوة، وكل من مات له حد، يطلع على طرة يمسك فى زمارة رقبة المخلوع لحد ما تطلع فى ايده، يعنى أيضا استمرار مسلسل كوارث القطارات النعوش، لكن نظام المشايخ لأنه عارف ربنا، سوف يقوم بإنشاء دار للمناسبات فى كل محطة، وجنبها مقابر جماعية، والفقى والخارجة عليهم. نشر بتاريخ 21/1/2013 العدد 632