تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان هشام سليم، الذي رحل عن عالمنا يوم 22 سبتمبر 2022، وعلى الرغم من مرور عامين على رحيله إلا أنه مازالت ذكراه حاضرة وأعماله ومواقفه موجودة معنا ونتذكرها دائما. هشام سليم لم يكن ممثلا يؤدي أدوارا فقط بل كان عنوانا للمرحلة كانت الحياة فيها بسيطة،لا يوجد فيها ضغوط مادية مرعبة ولا سوشيال ميديا حاكمة ومسيطرة على حياتنا. هشام سليم ينتمي إلى جيل ضم ممدوح عبدالعليم، شريف منير، أحمد عبدالعزيز، جيل وقع بين جيلين، جيل أواخر الستينات الذي ضم عادل امام، صلاح السعدني، سعيد صالح، حسين فهمي، نور الشريف وبعدهم بسنوات قليلة احمد زكي ومحمود عبدالعزيز، وجيل المضحكين الجدد الذي لمع في أواخر التسعينات وضم محمد هنيدي وعلاء وأشرف عبدالباقي وأحمد آدم. جيل رقص على السلم لم ينل البطولة المطلقة ولم ينعم بنجومية كاملة ولكنه التزم بمبادئ «الشغلانة» في العمل الفني وحقوقها، وهو ما ميز الفنان هشام سليم طوال مشواره. في السطور التالية أبرز المواقف والمبادئ التي التزم بها ودافع عنها هشام سليم طوال مشواره. حق التتر في «المصراوية» خلال مسلسل «المصراوية» الجزء الأول كان الفنان هشام سليم هو بطل العمل وفوجىء بعد انتهاءه أن الفنانة غادة عادل اسمها مكتوب أولا على التتر بحجة أنها نجمة العمل، فاعتذر هشام عن بطولة الجزء الثاني احترامه لاسمه ومكانته وجاء مكانه رفيق رحلته الفنان ممدوح عبدالعليم. 2- احترام المواعيد كثيرا ما تحدث الفنان هشام سليم عن معاناته مع الأجيال الجديدة بسبب احترام مواعيد العمل، وكشف عن ضيقه بسبب هذا الأمر وأنه يعمل بطريقة وأسلوب ومبادىء مختلفة عن المبادىء تربي عليها أبناء الجيل الجديد. 3-الصراحة عرف عن الفنان هشام سليم الصراحة، وأنه لا يخشي أن يقول رأيه في أي شخص مهما كانت نجوميته حتي لو كان هذا الشخص هو محمود الخطيب وأنه لا يصلح لرئاسة النادي الأهلي وأن والده قال عنه إنه شخص غير واضح. 4- حق ابنه في الحياة حينما قرر ابنه تغيير جنسه لم يخشي الرأي العام بل ساند ابنه بكل شجاعة وجرأة. على الرغم من وسامة هشام سليم إلا أنه لم يقع أسيرا لها، فقد قدم أدوارا متنوعة في أعمال مثل «ليالي الحلمية» و«الرايا البيضا»، وقدم كذلك أدوار غلب عليها طابع الشر مثل أدواره في «الهجامة» و«كلبش»، وقدم كذلك تجربة مسرحية شهيرة تعد من أهم المسرحيات في تاريخ المسرح التجاري وهي مسرحية «شارع محمد علي»، وقدم ثنائية مميزة مع الفنانة شريهان في أعمال مثل «ميت فل» و«شارع محمد على». هشام سليم فنان متميز وتميزه جاء من تاريخه الفني المتنوع ومواقفه التي حاول الالتزام بها والتعبير عنها قدر الإمكان، وذكرى رحيله هي إشارة مستمرة لرحيل جيل ومرحلة هامة في تاريخنا الفني.