اليوم تحل ذكرى رحيل المخرج هنري بركات، شيخ المخرجين، واحد من أهم المخرجين في تاريخ السينما، مخرج الأفلام الغنائية الاستعراضية والرومانسية والكوميدية أيضًا، وصنفت الكثير من أفلامه ضمن قائمة أهم الأفلام في تاريخ السينما، وقامت معظم أعماله على روايات أدبية مصرية وعالمية، فيما عدا روايات نجيب محفوظ التى تخصص فيها صديقه المخرج صلاح أبو سيف، ورحل فى مثل هذا اليوم 27 مايو عام 1997. هنري بركات وأربعين فيلمًا غنائياً استعراضيًا و فيلم " الشريدة " كان أول أفلام هنري بركات كمخرجًا بعد أن اختارته المنتجة آسيا لإخراجه، ليبدأ مشواره مع الإخراج لأكثر من مائة فيلم قدم فيها كبار النجوم مطربين وممثلين، فقدم عشرة أفلام غنائية مع فريد الأطرش، وثلاثة أفلام لعبد الحليم حافظ، وثلاثة أفلام لليلى مراد، وفيلمين لصباح، وفيلمين لمحمد فوزي، وفيلمين لفيروز، وفيلمين لهدي سلطان، وأغلبها أفلاما غنائية حتى أنه كان له الفضل في تقديم المطرب محرم فؤاد وسعاد حسني لأول مرة على الشاشة في فيلم "حسن ونعيمة ". أمير الانتقام بداية هنري بركات كانت بداية شهرة المخرج هنري بركات في فيلم "أمير الانتقام" الذي قدمه عام 1950 فهو أول فيلم من حيث ضخامة الإنتاج وصعوبة القصة التى أخذت عن رواية الكسندر ديماس، واشترك معه في كتابة السيناريو يوسف جوهر ويوسف عيسى وقام ببطولته أنور وجدي وسامية جمال، وكرر بركات تجربة نفس الفيلم بنسخة أخرى بعنوان "أمير الدهاء" بطولة فريد شوقي وشويكار".
هنري بركات وفاتن حمامة عرف المخرج هنري بركات بمخرج أفلام فاتن حمامة حيث كان هناك توافق في العمل معها فقدم معها 18 فيلمًا من أهم أفلام فاتن حمامة في السينما المصرية بدأها بأول فيلم "العقاب" عام 1948 تأليف بديع خيري، وفي عام 1954 قدم المخرج هنري بركات مع فاتن حمامة فيلمي "أرحم دموعي، دايما معاك". ثم جاء فيلم موعد غرام عام 1956، ثم فيلم "حتى نلتقي " حتى كانت رائعة طه حسين "دعاء الكروان"، ثم أخرج لها "الباب المفتوح" مع صالح سليم 1963، وفيلم الحرام، الحب الكبير، شيء في حياتي، الخيط الرفيع، حبيبتي، أفواه وأرانب، ليلة القبض على فاطمة ليكون آخر اللقاء بين فاتن وبركات. ونتيجة لهذا التعاون الطويل 18 فيلما دارت الشائعات حول وجود قصة حب بين هنري بركات وفاتن حمامة، يشرح المخرج هنري بركات علاقته بفاتن حمامة في مجلة فنون عام 1982 قائلاً: أداء فاتن حمامة بفيلم لحن الخلود في دور فتاة تعيش مع أختها وهي مريضة بالقلب وتقع في حب فريد الأطرش، كان دورًا من نوع سندريلا، لكن ليست كل أدوار سندريلا قادرة على الوصول للجمهور، إلا أن هذا الفيلم قد وصل بشكلٍ مميّز بسبب تميزها هي بأداء الدور"، بعد هذا الدور أصبحت بدون تعمد كلما قرأت رواية لفيلم، أجد نفسي أفكر بفاتن حمامة باعتبارها بطلة الفيلم، لأني أدركت أنني استطيع أن أحصل منها على نتائج مؤثرة.
عفريتة هانم مع فريد الأطرش من أهم افلام المخرج هنرى بركات؛ فى بيتنا رجل مع زبيدة ثروت وعمر الشريف، كما قدم محرم فؤاد وسعاد حسني لأول مرة في فيلم حسن ونعيمة، وفيلم أمير الانتقام المأخوذ عن قصة الكونت دي مونت كريستو ل الكسندر دوماس عام 1950، اتبعها أفلام: المتهمة، والقلب له واحد، والهانم، والعقاب، والواجب، ومعلش يا زهر، وآمال، وما تقولش لحد، وغلطة أب، لحن الخلود، وهذا جناه أبي، والحب الضائع، شعبان تحت الصفر وغيرها، اما أخر أفلامه فهو " تحقيق مع مواطنة عام 1993".
المخرج هنري بركات والكوميديا المخرج هنري بركات اتجه إلى الأفلام الكوميديا مستغلاً كاريزما ممثليه الذين كان يختارهم بعناية فائقة مثل أنور وجدي وعادل إمام وعبدالسلام النابلسي، وأول أفلامه الكوميدية كان فيلم "عفريتة هانم" عام 1949 تأليف أبو السعود الإبياري، بطولة فريد الأطرش وسامية جمال وإسماعيل يس وعبدالسلام النابلسي حول الزيف في الحياة، ثم مزج بركات بين الكوميديا والقيم الإنسانية في عدة أفلام، منها فيلم "ماتقولش لحد" لفريد وسامية جمال أيضا، كما قدم عادل إمام مخرجًا لفيلم شعبان تحت الصفر في دور الموظف الغلبان. تقديم فيلم حربي مع الأخوين رحباني ولكون هنري بركات لبنانيا المولد ربطته صداقة مع المطربة اللبنانية فيروز فقدم معها تجربة مختلفة في الإخراج بفيلم " سفر برلك "وهو فيلم حربي أنتج في لبنان عام 1967 وضع قصته الاخوان رحبانى وقامت فيروز ببطولته.
جوائز هنري بركات المخرج هنري بركات حصل على جائزة الدولة التقديرية من المجلس الأعلى للثقافة عام 1995، كما حصل على وسام مهرجان الإسكندرية السينمائي عام 1991، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1994، كما حصل على العديد من التكريمات العالمية منها ترشحه للسعفة الذهبية من مهرجان كان عن فيلمه " الحرام " عام 1965 وفاز بجائزة أفضل فيلم عن فيلمه " الباب المفتوح " من مهرجان جاكارتا السينمائي عام 1964 بطولة فاتن حمامة وصالح سليم ومحمود مرسي. ولد المخرج هنري بركات عام 1914 بحي شبرا، قدمت أسرته اللبنانية من الشام إلى مصر وحصل والده على الجنسية المصرية، درس الحقوق وسافر إلى فرنسا لدراسة الإخراج السينمائي، وعاد ليبدأ مشواره الإخراجي كمساعد مخرج عام 1935، ثم عمل مونتيرا مع المخرج أحمد بدرخان في فيلم " انتصار الشباب " بطولة فريد الأطرش واسمهان، وفي عام 1941 أكمل إخراج فيلم " العريس الخامس " عند مرض مخرجه أحمد جلال.
