"الدقيقة بتفرق لإنقاذ روح إنسان".. يمكن لهذه العبارة أن تختصر رؤية وزارة الصحة فى التعامل مع المرضى والمصابين فى الظروف الطارئة ولذلك تم تدعيم المستشفيات والمراكز الطبية بالأجهزة التكنولوجية الحديثة لتشخيص وعلاج الحالات المرضية بأقصى سرعة حرصا على أرواح المواطنين. ووفقا لهذه الرؤية شهدت محافظة البحيرة افتتاح 4 وحدات جديدة لمواجهة السكتة الدماغية والتى عصفت بأرواح الكثير من المرضى خلال الفترة الماضية. وقال الدكتور هانى جميعة، وكيل وزارة الصحة بالبحيرة، إن الجلطات والسكتة الدماغية تصاعدت إعدادها بشكل كبير خلال السنوات الماضية وأصبحت من أهم المشاكل التى تواجه القطاع الصحى خاصة مع عدم وجود الأجهزة والمستلزمات الطبية فى الكثير من المستشفيات الحكومية. وأكد أن رؤية وزارة الصحة تنطلق تستهدف فى الأساس تقديم الخدمات الطبية للمواطنين بأعلى جودة ممكنة وكذلك سرعة إنقاذ حياة هؤلاء المرضى والمصابين فى الحالات الطارئة. وأوضح وكيل وزارة الصحة بالبحيرة، أنه تم افتتاح 4 وحدات لإذابة الجلطة الدماغية بمستشفيات كفر الدوار العام وايتاى البارود ورشيد وصدر دمنهور تمهيدا لتعميمها على كافة المستشفيات وتم تدعيم هذه المستشفيات بالأجهزة الحديثة وذلك لخدمة هذه المناطق ذات الكثافة السكانية. ولفت إلى أن تلك الوحدات الجديدة لها أهمية وضرورة قصوى فى إنقاذ حياة الآلاف من المرضى من السكتة الدماغية التى تأتى كثانِى سبب للوفيات وأول سبب للإعاقة وتم مراعاة توزيع هذه الأجهزة على المستشفيات المختلفة بالمناطق الساحلية والريفية والتى حرمت طويلا من هذه الخدمات الطبية المتقدمة. وأشار وكيل وزارة الصحة، إلى أنه تم إتاحة هذه الخدمة الطبية بالوحدات الجديدة مجانا على نفقة الدولة مهما كانت التكلفة المادية علما بأن ثمن أمبول إزالة الجلطة الدماغية يتجاوز 11 ألف جنيه وذلك لإنقاذ حياة المصابين دون تحميل أى أعباء مالية على كاهل المرضى. وأضاف أن جهود وزارة الصحة لم تكتف بتوفير الأجهزة والمستلزمات الطبية فقط لعلاج وإزالة الجلطات الدماغية بل أمتدت جهودها إلى الدور التوعوى والتثقيفى للمواطنين وتعريفهم بأعراض السكتة الدماغية وكيفية التعامل معها وفقا للسرعة اللازمة والبروتوكولات المعتمدة فى هذا الشأن بالإضافة إلى إقامة الدورات التدريبية وورش العمل للأطباء وأطقم التمريض وذلك لتنمية مهارتهم فى كيفية التعامل مع هذه الحالات الطارئة. فيما أكد الدكتور محمد عباس استشارى المخ والأعصاب بمستشفى الصدر بمدينة دمنهور والمنسق العلمى لإذابة الجلطات الدماغية بمديرية الصحة بالبحيرة، أن افتتاح الوحدات الجديدة لمواجهة السكتة الدماغية هى اضافة حقيقية ونقل نوعية بالمستشفيات الحكومية بالبحيرة وذلك لمواجهة هذه الحالات الطارئة والتى كان يتم تحويلها إلى المستشفيات الجامعية بالإسكندرية مما يقلل من سرعة علاجها فى الوقت المناسب. وأوضح أنه تم عقد عدة فعاليات علمية وذلك لتنمية مهارات الأطباء وأطقم التمريض فى كيفية التعامل مع المرضى المصابين بالجلطات الدماغية بمشاركة نخبة من أساتذة المخ والأعصاب بالجامعات المصرية. وأوضح المنسق العلمى لإذابة الجلطات الدماغية أن أعراض السكتة الدماغية متعددة وأشهرها وجود صداع شديد ومفاجئ وقد يصاحبه غثيان وكذلك وجود خدر أو ضعف فى الوجه أو الذراع أو الساق خاصة فى جانب واحد من الجسم وصعوبة فى التحدث أو الفهم، كما تظهر أعراض السكتة الدماغية فى ضعف الرؤية فى العينين أو إحداهم وصعوبة فى الممشى وفقدان التوازن. وأضاف أنه إذا ظهرت على الشخص هذه الأعراض عليه التوجه بأقصى سرعة إلى المستشفيات الحكومية التى بها وحدات لإذابة الجلطة الدماغية وأنه لا يتعدى الذهاب إلى المستشفيات أكثر من 4 ساعات حتى يمكن تفعيل حقن إذابة الجلطات. كما شدد الدكتور محمد عباس استشارى المخ والأعصاب على عدم تناول أدوية من الصيدليات بدون استشارة طبيب لأنه من الممكن أن يزيد الأمر سوءً وكذلك التوعية بعلامات الجلطة والإعلان عن المستشفيات الموجود بها خدمة إذابة الجلطة بالمجان لإنقاذ حياة مه توعية رجال الإسعاف بالتوجه فورا بالحالة لأقرب مكان به وحدة اذابة الجلطة وعدم اهدار الوقت بالذهاب لأماكن لا تتوفر بها هذه التدخلات الطبية. وأكد أن هناك أدوية فعالة لإذابة الجلطات الدماغية فى بدايتها ويتم توفيرها بالمجان داخل المستشفيات الحكومية وأنه يجب التفرقة بين الجلطة ونزيف المخ لأن هناك أعراض متشابهة بينهما وأن الأشعة المقطعية هى التى تحددها مما يؤدى ذلك إلى الشخصية والعلاج المناسب والصحيح.
