وكان الخطاب صفعة فوق أقفية الدراويش والموالى، وبتوع الفتة، والعلاج ببول الإبل والحمير، وأصحاب الرايات السود، الذين يركبون فوق اعناقنا، ركوب العفاريت، ويختمونا على قفانا- لو فضل فى مكانه من غير قطع- بختم الخلافة. كان خطاب الرئيس السيسي، أمام مشايخ الأزهر والذى طالب فيه بثورة دينية وخطاب دينى يتواكب مع مستجدات العصر، مفاجئا ومباغتا لنا جميعا، فكل الحكام السابقين، لم يكن يهمهم من المشيخة، الا ان يضع مولانا عمة الولاية والقداسة فوق رءوسهم، حتى يصيروا من أولياء الله الصالحين، ومن أصحاب الخطوة، وتمنع عنهم الحسد، خاصة عين الشعب الصايع تندب فيها رصاصة، يصبحون تحت عمة القداسة ولا كهنة القرون الوسطى لا يأتيهم الباطل من أمامهم أو خلفهم حتى وهم ينهشون لحم الوطن والغلابة على موائد العشاء حتى الراجل المفجوع والذى كان مسخرة الدنيا كلها ختمه أنطاع الشماريخ بخاتم النبوة على خلقته كانوا جميعا يستخدمون الأزهر كتشريفة، لا يهم خطاب دينى جديد أو قديم، أو حتى راكباه العفاريت المتنكرة فى هيئة معيز، وما تعرفش ليه العفاريت بتحب المعيز بالذات، ما دام يخلع عليهم فى النهاية عباءة الخلافة والإمارة ويمنع عنهم شياطين الإنس والجن، ويسخط الشعب إلى حمير وبغال يركبونها مع الأمراء والأتباع. عقب خطاب الرئيس، سارع المشايخ برفع العمائم عاليا وكل واحد حط ديل القفطان فى سنانه وطلع جرى يدور على خطاب دينى جديد فى أى اجزخانة فاتحة، أو تحت الربع، ثم يقفون صفا واحدا يغنون.. ودينى ودينى .. لأجدد الخطاب الدينى وتلك هى المصيبة الكبرى، وسيبك من ان المشايخ لم يتحركوا إلا بعد خطاب الرئيس، وكأنهم مبسوطين بحالهم، كيف يطور الأزهر الخطاب الدينى ، وهو مازال يدرس لطلبته ان الكلام اثناء الممارسة الزوجية يصيب بالفأفأة والريالة، وأن من مات دفاعا عن وطنه، ليس شهيدا حتى تحول طلبته إلى مجرمين وقتله وأساتذته يهربون المولوتوف فى سيارتهم؟! كيف يطور الأزهر الخطاب الدينى وقد حولوه إلى شىء مقدس لا يجوز انتقاده أو الاقتراب منه، وإلا طلع له التعبان الاقرع أبو عين واحدة؟! وكيف يطور الأزهر الخطاب الدينى وفضيلة الأمام الأكبر، الرجل الطيب قد ترك ادارة المشيخة إلى عمائم أكثر تشددا وتكفيرا كل ما يهمهم تكفير المجتمع والأدب والفن، الأزهر المخترق بالسلفية والإخوان.. والدواعش، يحتاج أولا إلى تطوير نفسه.