«مجموعة فنانين يحاول كل منهم أن يستجدى عطف المخرج لكى يحصل على دور كبير فى مسرحيته «روميو وجولييت»، شاب ثورى يدخل عليهم بين الحين والآخر معترضا على تجسيدهم لتلك المسرحية الرومانسية بسبب أوضاع البلاد المتأزمة، يوزع المخرج أدوار المسرحية على الفنانين حسب أهوائه الشخصية.. وبين تلك الأحداث المبدئية تولد قصة حب بين شاب كومبارس وفتاة تسعى للالتحاق بفريق العمل. بين الكوميديا المتفجرة والأحداث المتلاحقة يشير المخرج بكلتا يديه: ديكور، استاند باى، المشهد الأول.. وتبدأ أحداث مسرحية «روميو وجولييت» فى عرض مسرحى داخل العرض المسرحى الذى قدمه المخرج خالد جلال على المسرح الكبير بالأوبرا من اعداد الدكتور مصطفى سليم. استطاع جلال بخبرته المسرحية أن يحدث تداخلا متناغما بين مسرحيات ثلاث الأولى: «روميو وجولييت كما كتبها شكسبير»، والثانية: «روميو وجولييت كما آمن بها شكسبير»، والثالثة: «روميو وجولييت العصر الحديث كما حكاها خالد جلال».
استخدم جلال كل ألوان الفنون الإبداعية فى مسرحيته التى تضافرت ما بين الغناء والرقص الاستعراضى والكوميديا والدراما وخيال الظل وإحداث توازن بين حالات الأبطال الفنية والنفسية المتشابكة.
يدخل إلى خشبة المسرح ست شخصيات أراجوزية تحوم بحركات متناهية الرقة والخفة حول أحد الأبطال لتعبر حركيا عن لحظات حزنه وفرحه. تلك الشخصيات الست تجسد الضمير الإنسانى المعذب تارة وتلعب دورا ملائكيا ناصع البياض محرضا على الخير تارة أخرى. رواية «روميو وجولييت» الأصلية تسير جنبا إلى جنب مع أفكار خالد جلال الجانبية ليرسم بذلك التلاقى لوحة الحب الرومانسية التى جسدها روميو وجولييت قديما والشاب الكومبارس حديثا وسط ألوان الصراعات المتعددة التى لا تتوقف ليؤكد العرض أن الصراعات السياسية كانت ولا تزال محتدمة بين أطراف القوى البشرية وستظل هكذا حتى تراق الدماء على جوانبها.