عيار 21 الآن بالمصنعية بعد الارتفاع الجديد.. أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 6 أغسطس بالصاغة    «الإنتاج الحربى»: شراكات استراتيجية ب«التصنيع المدنى»    ستندم لمحاولتها أن تصبح رئيسة، اعتقال أمريكي هدد هاريس بإشعال النار فيها    الولايات المتحدة تواصل الضغط من أجل خفض التصعيد في الشرق الأوسط    إعلام فلسطيني: الاحتلال يقتحم عدد من القرى والمدن بالضفة الغربية    الجيش الألماني يستعد لإجلاء المواطنين الألمان من لبنان    إشادة المصريين بأداء المنتخب الأولمبي رغم الخسارة أمام فرنسا بأولمبياد باريس    السيطرة على حريق هائل في مصنع ملابس بالمحلة الكبرى| صور    تفاصيل جديدة في حادث انقلاب سيارة بالطريق الإقليمي    حبس 5 مرشحين في انتخابات الرئاسة التونسية.. وتمنعهم من الترشح    مؤشرات تنسيق كليات علاج طبيعي وصيدلة لطلاب علمي المرحلة الأولى 2024 كافة محافظات مصر بعد إعلان النتيجة    السادسة مكرر "أدبي" ثانوية عامة: شعرت بالصدمة عند سماع نتيجتي ضمن الأوائل    حلو الكلام.. اسم وحيد: العَدُوّ!    أمين الفتوى: قبول العوض ليس حرامًا لكنه حق شرعي    محمود صابر بعد الهزيمة من فرنسا: 5 دقائق أضاعت حلم النهائي    «لا أصدق».. أول تعليق من تييري هنري بعد الفوز على مصر في أولمبياد باريس    «فراعنة اليد» يستقر على خطة ترويض «الثيران الإسبانية»    عامر حسين يوجه صدمة لحسام حسن.. ماذا حدث؟    تنسيق الجامعات.. موعد إعلان الحدود الدنيا للمرحلة الأولى للقبول بالكليات    سعر السكر ينخفض لأدنى مستوى له في عامين    احسب مجموعك يدخلك كلية إيه.. توقعات تنسيق الكليات الشعبة الأدبية 2024    الثاني على الثانوية العامة: سألتحق بكلية الهندسة| فيديو وصور    جنة طارق الثالثة على الثانوية العامة بالدقهلية: «أمي مثلي الأعلى.. وطب المنصورة حلمي»    وزير الخارجية الصومالي يشكر مصر لدعم بلاده بشأن سيادتها ووحدة أراضيها    «زي النهارده».. وفاة الأمير كمال الدين حسين الذي رفض حكم مصر 6 أغسطس 1932    مروان موسى يطرح أغنيته الجديدة «مُزّة» (فيديو)    «زي النهارده«.. وفاة الروائي البرازيلي جورجي أمادو 6 أغسطس 2001    بعد إعلان نتيجة الثانوية العامة 2024.. مؤشرات كليات الآثار بتنسيق الجامعات 2024    حكم تأخير توزيع التركة بعد الموت.. دار الإفتاء توضح    تعرّف على الفحوصات الطبية المقدمة في برنامج الرعاية الصحية لكبار السن    أول ضحايا الثانوية العامة 2024.. هدده أبوه فقفز من الطابق السادس    الليلة تبدأ من 700 جنيه.. 30 صورة ترصد أرخص شاليه وفندق في شرم الشيخ    بايدن يناقش الرد على هجوم قاعدة عين الأسد في العراق مع هاريس    متجهون نحو الهاوية، وزير خارجية المجر يكشف تفاصيل محادثة مع نظيريه الإيراني والإسرائيلي    ما هي مدة العقد وفقا لقانون الإيجار الجديد؟    بنت قنا.. الخامسة على الجمهورية في الثانوية العامة: ربنا عوض تعبي خير وهدخل طب    الخامس مكرر على الجمهورية في الثانوية العامة: "توفيق من ربنا وحلمي أكون جراحًا"    العاشر مكرر على الشعبة الأدبية: أرغب في الالتحاق بكلية الهندسة    الأولى مكرر "أدبي" بالثانوية العامة: تغلبت على قطع الكهرباء ب"الكشاف" ولم أكن أتوقع المركز الأول    المستشار محمود فوزي: رعاية حقوق الإنسان توجه مصري كامل وعميق    صور| فاطمة بنت الوادي الجديد أولى جمهورية علمي علوم مدارس متفوقين بالثانوية العامة    وزير السياحة والآثار يقيم مأدبة عشاء على شرف وزير الثقافة الإيطالي    نادية الجندى لبرنامج "العالم علمين": مبهورة بالمستوى العالمي لمهرجان العلمين الجديدة    وفاة الفنان محمود بندق عن عامر ناهز 47 عاماً    الثالثة أدبي بالثانوية العامة عن سر تفوقها: مفيش نظام مذاكرة كنت بفتح الكتاب وخلاص وناوية على ألسن    القاهرة الإخبارية: بلينكن يطالب جميع الأطراف بتجنب التصعيد في الشرق الأوسط    ملف مصراوي.. خسارة مصر الأولمبي أمام فرنسا.. رباعية الزمالك.. إحالة قضية أحمد رفعت للنيابة    خبر في الجول - أغادير يقترب من قبول عرض الأهلي لضم جمال الشماخ    ما حكم قضاء الأذكار إن فات وقتها أو سببها؟.. البحوث الإسلامية يوضح    رئيس جامعة طنطا يستقبل محمد السيد سامي صاحب برونزية السلاح فى أولمبياد باريس 2024    صعود تاريخي للدولار أمام الجنيه ليسجل هذا الرقم    نتيجة الثانوية العامة.. ندى رمضان الأولي علمي علوم: «أمي أغمي عليها»    شيمي: شركات قطاع الأعمال العام لها السبق في تنفيذ الطروحات وتوسيع قاعدة الملكية    هل قبول العوض حرام أو مكروه شرعًا؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)    أفضل الأطعمة لتعزيز صحة العظام    دعاء التوفيق والنجاح قبل ظهور نتائج امتحانات الثانوية العامة    "صناعة الأدوية" تكشف موعد الانتهاء من أزمة نقص الدواء    وزارة الصحة تعلن وصول نسبة الإنجاز في إنشاءات مستشفى «العاصمة 2» إلى 30%    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى الدفاع عن حسنى مبارك
نشر في الشروق الجديد يوم 12 - 03 - 2011

نقلت «الشروق» عن مكتب المحاماة الذى يمثل الرئيس السابق وعائلته الشروط التى يراها المكتب لازمة لاستمراره فى أداء وظيفة الدفاع، منها أن تستتب الأوضاع الأمنية وان يكون الشعب «متفهما» لدور المكتب فى هذه القضية.
وكانت أخبار سابقة قد وردت على لسان ممثل هذا المكتب فى أولى جلسات القضية بأنه «لن يمكن الدفاع عن الأسرة، إذا ما رجحت لدى المكتب شبهة إدانتها، ذلك أنه لا يختلف عن باقى أفراد الأمن فى الايمان بالثورة ومطالبها».
وفى السياق نفسه، فقد نشر أن المحامى الجنائى الشهير وقطب حزب الوفد بهاء أبوشقة أصدر بيانا بأنه رفض طلبات بأن يقوم بالدفاع عن عائلة الرئيس السابق وآخرين من أقطاب نظامه، وبرر ذلك بأنه «مؤازرة ووقوف مع الشعب فى مطالبه العادلة..
خصوصا أن حزب الوفد وقياداته وشبابه كان أول من شارك فى أحداث الثورة منذ 25 يناير».
والذى يفهم مما تفضل به هؤلاء المحامون هو أنه يمكن لممثلى الدفاع الاعتذار عن عدم ممارسة دورهم فى خدمة العدالة، ليس لضيق الوقت أو ابتعاد التهم القائمة عن مجال تخصصهم أو تعارض مصالحهم الشخصية مع مصالح المتهم أو لغير ذلك من الأسباب المهنية أو الشخصية المقبولة، وانما فقط لتعاطفهم مع اتجاهات الرأى العام المعادية للمتهم المطلوب الدفاع عنه، ويعنى ذلك بالضرورة أنه من الممكن إنكار حقوق الدفاع بالكلية وبالتالى انكار العدالة فى الحالات المماثلة لوضع الرئيس السابق وعائلته، والتى تبلغ فيها مشاعر الرأى العام المعادية ذروتها.
إن فرضية براءة المتهم حتى تثبت إدانته بحكم قضائى نهائى، كذلك الحق فى دفاع فعال، خاصة فى القضايا الجنائية، هما من الحقوق الطبيعية التى تضمها دساتير جميع الأنظمة السياسية، كما تبنتها المواثيق العالمية لحقوق الإنسان.
ولعل أبرز أسباب الثورة على نظام حسنى مبارك كان استخفافه بالحقوق والحريات الفردية وتحايله على الضمانات القانونية لها من خلال الإعلان المستمر لحالة الطوارئ وتأمين الأجهزة الأمنية من المساءلة القضائية وإطلاق يدها فى استخدام وسائل القسر والتعذيب، فضلا عن الالتفاف على الإجراءات العادلة للتقاضى من خلال إحالة الأفراد إلى محاكم استثنائية تأتمر بأوامر النظام.
ويجب على ممثلى الدفاع أو القضاء الواقف كما يقال أن يكونوا فى طليعة المتمسكين باستمتاع الجميع بهذه الحقوق، حيث إنهم أولى من يشعر عن افتقادها. والدفاع لا يجب أن يسعى إلى «تفهم» الرأى العام لدوره، بل إن الحاجة إلى تأكيد هذه الحقوق تكون أكثر مما تكون فى حالة عدم تفهم الرأى العام وعدم تعاطفه مع هذا الدور. وقد عقب أحد المحامين الأمريكيين فى معرض دفاعه عن قاتل سيكوباتى كاد السكان يفتكون به، ان اختبار جوهر رسالة الدفاع يكون بالتمسك بجميع الضمانات القانونية حين يكون التمسك بها على نقيض مشاعر المجتمع. بذلك فقط يتم التأكيد على دولة القانون وأهمية الضمانات القانونية.
ولأول مرة فى التاريخ المصرى، فقد تمت المحاكمة السياسية للنظام الحاكم بواسطة الشعب، وأصدر الشعب حكمه بإسقاط النظام وقام أيضا بتنفيذ هذا الحكم. أما المحاكمات الجنائية فإنها تتم فى ساحة القضاء وليس فى ميدان التحرير.
ليس من واجبات ممثلى الدفاع الوصول إلى اقتناع بالبراءة أو الإدانة، كما أنه من غير اللائق الخروج على الملأ بآرائهم فى هذا الشأن.
إن وظيفة الدفاع تنحصر فى أبرز الأخطاء والثغرات القانونية أو التجاوزات الإجرائية أو الإغلاط فى الوقائع، وتقديم التحليلات التى تتفق مع صالح موكلهم فى هذا الصدد إلى المحكمة.
وبالنسبة للزميل بهاء أبوشقة، الذى شرفت بلقائه مرات قليلة منذ سنوات عديدة مضت حين كان وكيلا للنائب العام، فإنى أود أن أقول له بصفته كمحام، بأن الاعتذار عن عدم قبول التوكيل فى الدعاوى الجنائية لا يكون فى شكل «بيان» إلى الرأى العام.
أما بصفته كأحد أقطاب حزب الوفد، فإنى مضطر إلى مصارحته بأن استناده فى هذا الاعتذار إلى دواعى تأييد حزب الوفد للثورة قد يوصف بالانتهازية السياسية، كما أنه خلط لا يجوز بين ما هو مهنى وما هو سياسى.
ومن المناسب هنا أن نتوجه إلى نقابة المحامين، وهى النقابة الرائدة فى قيادة الرأى العام وتشكيل ثقافة المجتمع، مطالبين منها النظر فى هذه المسألة وإصدار بيان يؤكد المبادئ التى تحكم حقوق الدفاع فى النظام القضائى، والتى لا يجب أن تحتفظ فيها الأصول القانونية والمهنية مع الاعتبارات السياسية، إن تأكيد الالتزام الصارم بالحقوق الدستورية، وفى طليعتها الحق فى محاكمة عادلة تتوافر فيها ضمانات الدفاع الفعال يجب أن يكون أولى ثمار الثورة على نظام بالغ فى استخفافه بهذه الحقوق.
وما لم يتم التأكيد على تمتع الرئيس السابق وأفراد عائلته وأقطاب نظامه بهذه الحقوق فإننا نرتكب أكبر الأخطاء فى حق الثورة، كما نكون قد أرسينا حجر الأساس لنظام استبدادى جديد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.