●● قليل من الرياضة يصلح العقل، عفوا عقلى أنا، فالسياسة باتت معقدة ومجهدة، وفيها أحيانا ما يدعوك إلى شد شعرك، ووضع علامات تعجب، لكن قبل الرياضة وقليلها، أكرر، ويبدو أن التكرار سيكون مستمرا ودائما إلى حين.. أكرر أن خروج الملايين للانتخاب فى المرحلة الأولى كان بدافع وطنى وقد أكدت على ذلك فى اليوم التالى مباشرة، فالدافع الوطنى هو أن الشعب المصرى أراد أن يقول إنه استرد بلده وإرادته، ولن يفرط فيهما، وكان ذلك قبل أن يكون الخروج باندفاع حزبى.. ●● أكرر أيضا أنه علينا جميعا احترام إرادة المصريين واختياراتهم، دون تشويه تلك الخيارات، بطريقة الذين يديرون إسطوانة «الحكم ظلمنا» كلما خسروا مباراة، وأكرر مرة أخرى أن ثورة 25 يناير يمتلكها الشعب المصرى كله، ولولا تأييد الشعب، لما أصبحت ثورة.. علما بأن السيناريو الذى انتهت إليه، لم يكتبه ولم يتخيله إنسان فى الكون.. ويبقى هنا أن يدرك الثوار القاعدة التاريخية التى سجلها الأستاذ سمير عطالله فى مقال أخير له بجريدة الشرق الأوسط، وهى أن الثورة لا تقوم من أجل أن تدوم بل من أجل أن يدوم الوطن حرا..
●● الرياضة وقليلها، يتعلق بالتصفيات الأوليمبية، وبالمنتخب الأوليمبى، لكن قبل الحديث عن فريقنا الوطنى الذى سانده جمهور المغرب الشقيق، فى درس قومى عربى، لمن لا يعون الدروس، أتوقف عند فوز فرسان الجابون أو عدائى الجابون على أفضل كوت ديفوار القوى.. ففريق الجابون يملك سرعات، ويلعب بقدر كبير من العشوائية، وكان ذلك من أسباب إنهاك فريقنا الأوليمبى فى مباراته الأولى، وحين سألت هانى رمزى : ماذا كان أصعب مافى فريق الجابون ؟ كنت أعنى عشوائية الضغط، وعشوائية الجرى، وعشوائية التفكير.. ومن حسن الحظ أن المنتخب الأوليمبى فاز يومها، أما خسارة كوت ديفوار أمام الجابون، فهى من أسرار كرة القدم، فهى ليست فيلما عربيا مملا ترى نهايته منذ المشهد الأول، زواج البطل من البطلة مهما كانت الصعاب..؟
●● أعود إلى المنتخب الأوليمبى الذى حقق فوزا جيدا فى الشوط الثانى من مباراته مع جنوب إفريقيا، فالهدف المبكر بث الثقة فى نفوس اللاعبين.. وهى التى صنعت هذا الأداء المميز، فالتمرير دقيق وسريع، والكرة هى التى تجرى وليس اللاعب، ولاشك أن الذى فاز هو الفريق، هو المجموع، إلا أن بطل المباراة لا يمكن الاختلاف عليه، إنه حارس المرمى الشاب أحمد الشناوى، القرين المصرى، للحارس الإيطالى الشهير جانلويجى بوفون، فالشناوى يتقمص أسلوب بوفون، وتميز بأنه كان يمسك بالكرة، فلا يصدها، ولا يركلها، ولا يضربها، إنه يلتقطها.. منذ زمن لم نشاهد هذا الأداء فى ملاعب الكرة المصرية، وأخشى على الشناوى من الغرور ومن الحسد، ولذلك سوف أمنحه درجة خمسة من خمسة، راجيا أن أكررها له يوم الخميس؟