«سامحونى.. كان نفسى أشوفكم واسمع صوتكم»، كان هذا آخر اتصال للشهيد ممدوح ممدوح زكريا قنديل بأسرته، قبل لحظات من استشهاده فى رفح. فى قرية بساط كرم الدين مركز شربين بالدقهلية، يقف المئات من الأهالى أمام مضيفة القرية فى حالة وجوم من شدة الحزن على الشهيد، الكل يطلبون القصاص والأخذ بثأره من القتلة الغادرين.
داخل منزل الأسرة البسيط، التى تبعد عن مدينة المنصورة 45 كيلومترا، جلس الوالد مهموما بعد أن أصيب بصدمة هائلة، الرجل لم يتمكن من الجلوس فى مضيفة القرية التى امتلأت بالأهالى منذ يوم والذين ينتظرون بها قدوم جثمان الشهيد.
قالت والدة الشهيد، عزة إبراهيم عبدالرحيم زهرة، وتعمل بمشروع المياه ببساط كرم، إن الشهيد هو ثالث اشقائه الأربعة، الأكبر هو محمد، 27 سنة، حاصل على دبلوم تجارة، والثانى طارق، 25 سنة، وحاصل على دبلوم فنى صناعى، والشهيد ممدوح، 23 سنة، حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية، والأخ الأصغر كريم بالصف الثالث الثانوى، مضيفة أن والدهم يعمل بمجلس مدينة بساط كرم.
وأضافت والدة الشهيد، التى كانت فى حالة من الانهيار والبكاء، انه كان لديها إحساس بأن نجلها سيصاب بمكروه، فاتصلت به صباح الحادث، لكنه لم يجب، وقالت إنه كان قد أخبرها فى زيارته انه يريد الزواج بعد أن ينهى خدمته العسكرية، والتى لم يبق عليها سوى ثلاثة أشهر.
وقالت أم الشهيد إنها فى البداية علمت أن ابنها أصيب بالقدم واليد فحمدت الله انه بخير، وانه يمكن علاجه إلا ان أحد الضباط اخبرهم انا استشهد وليس من المصابين.
فيما أكد طارق شقيق الشهيد أن آخر مكالمة هاتفية من وليد، كانت يوم الحادث وقبل الافطار مباشرة، وانه كان يريد التحدث إلى والديه لكنهما كانا بعيدين عنه، فطلب منه الشهيد أن يودعهما وطلب منهما أن «يسامحوه».