طالبت باريس بامكانية "الوصول الآمن" لاسعاف الجرحى في حمص (وسط سوريا) بعد القصف الذي ادى الاربعاء إلى مقتل صحافيين فرنسي واميركية، واستدعت السفيرة السورية في باريس بحسب الخارجية الفرنسية. وصرح وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في بيان "اثر معلومات وردتنا من حمص مفادها ان مجموعة صحافيين تعرضت لقصف، اطلب من الحكومة السورية الوقف الفوري للهجمات واحترام الالتزامات الانسانية المتوجبة عليها". واضاف "طلبت من سفارتنا في دمشق ان تطلب من السلطات السورية ضمان ممر آمن لاسعاف الضحايا بدعم من اللجنة الدولية للصليب الاحمر". وتابع البيان "طلبت من مدير مكتبي استدعاء السفيرة السورية في باريس لاطلاعها على هذه المطالب وتذكيرها بان تصرف الحكومة السورية غير مقبول اطلاقا".
واوضح "فرنسا مصممة اكثر من اي وقت مضى على التحرك لوقف القمع الوحشي الذي يتعرض له الشعب السوري كل يوم". وكان جوبيه اعلن لدى خروجه من اجتماع مجلس الوزراء ان فرنسا ترغب في معرفة ما حصل بالتحديد وهذا الحادث يدل على "تدهور اضافي" للوضع في سوريا وعلى "قمع اصبح لا يحتمل اكثر واكثر".
وقال وزير الثقافة الفرنسي فريديريك ميتران ان الصحافيين اللذين قتلا "تعرضا للمطاردة اثناء محاولتهما الهرب من القصف". وذكر ناشط مناهض للنظام السوري لفرانس برس عبر سكايب ان الصحافية الاميركية ماري كولفن التي تعمل لصحيفة "صنداي تايمز" والمصور الفرنسي ريمي اوشليك قتلا في قصف استهدف مركزا صحافيا في حي بابا عمرو بحمص.
واضاف الناشط ان ثلاثة او اربعة صحافيين اجانب جرحوا وبينهم الفرنسية اديت بوفييه مراسلة لوفيغارو الفرنسية. وكان الصحافي الفرنسي جيل جاكييه اول مراسل غربي يقتل في سوريا.
على جانب أخر، أكدت السلطات السورية انها لم تكن تعلم بوجود الصحافيين الغربيين اللذين قتلا الاربعاء في مدينة حمص، بحسب ما أعلن ناشطون والسلطات الفرنسية، على ارضها.
وقال وزير الاعلام عدنان محمود "ليس لدى السلطات اي علم بدخول الصحافي ريمي اوشليك والصحافية ماري كولفن او وجودهما على الاراضي السورية. وطلبنا من السلطات المختصة في حمص البحث عن مكان وجودهما ومتابعة الموضوع". واضاف ان "الوزارة تطلب من جميع الاعلاميين الاجانب الذين دخلوا الى سوريا بطريقة غير شرعية مراجعة اقرب مركز للهجرة والجوازات لتسوية اوضاعهم وفق القوانين المرعية".
وأعلنت السلطات الفرنسية مقتل كولفن، الصحافية الاميركية التي تعمل لمجلة "صاندي تايمز" البريطانية، والمصور الفرنسي اوشليك الذي يعمل لوكالة "اي بي 3 برس". ورأى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان مقتل الصحافيين يثبت ان "على هذا النظام التنحي".