لا أعتقد أنني أحتاج إلى أن أسرد أحداث اليوم الأول بالبرلمان فقد رآها الملايين بالصوت والصورة عبر شاشات الفضائيات ورأوا مواقف الجميع ولكن أحب أن أركز على نقاط مختصرة. أولاً: إشكالية القسم
لم أكن انتوى أبدا مخالفة القسم الرسمي احتراما منى لفكرة احترام القانون والدستور وأعراف المؤسسة التي صرت عضوا بها، ولكن ما حدث من العضو ممدوح إسماعيل بإضافته عبارة ما لم يخالف الشريعة الإسلامية ثم طلب رئيس الجلسة الإجرائية الدكتور محمود السقا منه إعادة القسم دون إضافة فما كان منه إلا أن كرر نفس القسم وكرره عدد آخر من الأعضاء بعده، مما جعلني أشعر بإهانة جماعية لكل النواب لعدم قيام رئيس الجلسة بأي إجراء ضد العضو الذي يتحدى الجميع ولذلك بدأت قسمي بتعليق قائلاً إذا كسرت القاعدة فلا تلوموا من يكسرها بعد ذلك وقمت بإلقاء القسم الرسمي وقلت تعقيبًا أقسم بالله أن أعمل على استكمال الثورة والقصاص للشهداء وقامت إدارة المجلس بقطع الصوت عني.
ما فعلته من وجهة نظري ليس كسرًا للقانون والقواعد، فسكوت رئيس الجلسة على كسر القواعد يجعل من حق أي عضو أن يعقب بما يريد طالما أنه فتح الباب لذلك، قد أكون أخطأت وتضايق مني البعض وأحترم وجهة نظرهم وسيظل الأمر نسبي قابل للاختلاف.
ثانيًا: موقعة انتخابات رئاسة البرلمان
الانطباع السلبي الذي أصابنا جميعًا بعد مناوشات انتخابات رئيس المجلس والحدة والعصبية كلها في وجهة نظري أمور صحية فقد أخطأ الإخوان – من وجهة نظري– بإصرارهم على منع عصام سلطان من تقديم نفسه للنواب، واحتجوا باللائحة وقام عدد من نواب الإخوان بالوقوف والهتاف (أقعد.. أقعد) في منظر ضايقني للغاية، وفي النهاية سمح رئيس الجلسة للجميع بتقديم أنفسهم لمن سينتخبونهم، والرسالة المهمة التي أخبرت بها الإخوان اليوم بعد هذه الأحداث أنكم كحزب له أغلبية نسبية لابد أن يتعامل بسعة صدر واحتواء وليس صدام وتصميم على إبراز عضلات القوة التصويتية، وسياسيًا من وجهة نظري لم يكن تعامل الإخوان موفقًا أبدًا تجاه عصام سلطان وربما تكون هذه الحدة لها علاقة بشخصية عصام سلطان وعلاقته التاريخية بالإخوان واختلافه معهم، واعتقد أنه لو كان شخص غيره لاختلف الأمر، لكن عمومًا تم تجاوز هذا الأمر وأصبحت الجلسة ذات أجواء إيجابية بعد الانتهاء من انتخابات الوكلاء وأتمنى أن نتجاوز سريعًا هذه المشاحنات.
ثالثا: رفضت إرسال البرقية للمجلس العسكري وقلت بوضوح إذا كان هناك تصميم من الأغلبية على إرسالها فليتم تعديل النص ليكون متوازن، وسجلت رفضي الرسمي وأعتقد أن هذه البرقية جاءت رد فعل من كتلة الإخوان كرد إيجابي على برقية المشير التي احتوت على عدد من النقاط الإيجابية ولكن خانهم التوفيق في اختيار النص المناسب.
رابعًا: أغلب كلمات المتحدثين أكدت أن الثورة مستمرة وأن حقوق الشهداء والمصابين هي الأولوية الأولى الآن، وهذا أمر إيجابي جدًا يبشر بالخير وعليه تم تخصيص جلسة الغد لمناقشة ملف الشهداء والقصاص وحقوق المصابين، وهذا أيضًا يحسب للبرلمان.
خامسًا: على المستوى الإنساني الروح الموجودة بين أغلب الأعضاء تتسم بالمودة والرفق وقريبًا كل الأعضاء تصافحوا وتعانقوا، وما زلت أرى أن نواب حزب النور على درجة كبيرة من التواضع والأدب الجم الذي يخجلك مهما اختلفت معهم، وبالتدريج أعتقد أن الجو سيتحسن كثيرًا ونخرج من جو المزايدات وافتعال المعارك لنركز في المضمون.
وأخيرًا المشهد في مجمله إيجابي وسأستمر لأكمل رسالتي في البحث عن نقاط التوافق وتوحيد الصف مهما حدث، وأخر ما أريد قوله هو إحساس شعرته اليوم وهو أن انتخاب البرلمان وبدء عمله هو الخطوة الأولى والأهم لإنهاء الحكم العسكري وتسليم السلطة، ادعموا كل النواب الذين سيجهرون بالحق وكونوا لهم ظهيرًا ليظلوا هم صوت الضمير الذي يضمن نجاح هذه الثورة.