بدأ مجلس الشعب أولي جلساته بقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الثورة.. برئاسة الدكتور محمود السقا أكبر الأعضاء سنا، وبجانبه أصغر الأعضاء سنا ماريان عدلى ومحمود حمدى حزب النور. وامتلأت قاعة المجلس عن آخرها بالنواب لدرجة أن بعض الأعضاء لم يجدوا مكاناً ، كما وقف عدد من النواب على جانبى المجلس ، ومع بدء الجلسة طالب السقا الجميع بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء ثورة يناير، والذى لولاهم ما تواجد هذا البرلمان على حد قوله. وكان من بين المشاهد اللافتة جلوس حسين إبراهيم فى مقعد الدكتور عبد الأحد جمال الدين الذى كان زعيما للأغلبية فى عهد الوطنى، وبجواره المهندس سعد الحسينى والدكتور فريد إسماعيل، وخلفهم جلس الدكتور سعد الكتاتنى المرشح لرئاسة مجلس الشعب بالمكان الذى كان يجلس فيه الدكتور أحمد فتحي سرور. وبلغ عدد السيدات فى القاعة 11 سيدة منهن 4 ينتمين للحرية والعدالة جلسن بجانب بعض، فيما انتشرت باقى النائبات فى باقى القاعة من بينهن 3 أقباط، وعقب ذلك بدأت الإجراءات الفعلية للجلسة، حيث بدأ بتلاوة قرار رئيس المجلس العسكرى بشأن دعوة المواطنين للتصويت فى الانتخابات البرلمانية، وبعد ذلك تلا المستشار محمود السقا قرارات رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة رقم 300 لسنة 2011. وقد ارتدي عدد من أعضاء المجلس أوشحة عليها عبارة "لا للمحاكمات العسكرية"، اعترضاً على المحاكمات العسكرية للمدنيين، على رأسهم النواب كمال أبو عيطة وأبو العز الحريرى، والدكتور عمرو حمزاوى ونواب شباب الثورة باسم كامل وزياد العليمى، فيما حضر الدكتور مصطفى النجار، مرتدياً وشاح "علم مصر". كما شهدت أولى جلسات مجلس الشعب مشادة بين محمود السقا رئيس الجلسة الإجرائية، وبين النائب ممدوح إسماعيل، والذى أصر على أن يضيف على القسم الدستورى عبارة "فيما لا يخالف شرع الله"، وهو ما اعترض عليه رئيس الجلسة، طالبا منه التقيد بالنص الدستورى، وتدخل النائب عمرو الشوبكى الذى كان يجلس خلف إسماعيل لإقناعه، وهو ما التزم به النائب، ولكنه أضاف "وتعقيبا منى" فيما لا يخالف شرع الله". وبمناسبة القسم .. طالب القيادى العمالى كمال أبو عيطة، عضو مجلس الشعب، بتغيير القسم الذى يؤديه نواب مجلس الشعب بما يتضمن أن يقسم النواب على الولاء للثورة وأهدافها، معرباً عن تأييده للمسيرة العمالية التى ستنطلق اليوم لرفع مطالبه إلى مجلس الشعب وكذلك المسيرات التى تحمل مطالب جماعية. وقد طرح النائب محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، فى الجلسة الأولى لمجلس الشعب، لائحة مؤقتة تستند لعدة تعديلات من شأنها دعم الديمقراطية الداخلية فى البرلمان وتوسيع سلطاته ككل باعتباره كيانا قائما بذاته، وعدم تهميش أى فئة، وضمان تمثيل كل الأعضاء فى اتخاذ القرار، وتفعيل النشاط البرلمانى وعمل اللجان ودورهم التشريعى والرقابى تجاه الحكومة، وتقنن من سلطات رئيس المجلس التى ضخمها النظام السابق لخدمة أهدافه، بالإضافة إلى تحديد الهيكل الإدارى بالمجلس الذى اعتاد على خدمة الحاكم، بجانب معالجة آليات التصويت الباطلة. ومن ناحية أخري ، أكد حسين إبراهيم، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة، أن الهيئة وافقت خلال اجتماعها فى ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد، على ترشيحات المكتب التنفيذى للجان مجلس الشعب، والتى تم التنسيق فيها بين عدد من الأحزاب والكتل البرلمانية الممثلة فى المجلس، لافتا إلى أن هناك لجاناً أخرى مازالت محل التشاور حتى الآن. وأكد حسين إبراهيم أن الهيئة البرلمانية للحزب وافقت على ترشيح المستشار محمود الخضيرى (مستقل) رئيساً للجنة التشريعية والدكتور عصام العريان (حرية وعدالة) رئيساً للجنة العلاقات الخارجية، والدكتور محمد السعيد إدريس (الكرامة) رئيساً للجنة الشئون العربية، والشيخ سيد عسكر (حرية وعدالة) رئيساً للجنة الشئون الدينية. كما أقرت الهيئة اختيار المهندس محمد عبدالمنعم الصاوى (الحضارة) رئيساً للجنة الثقافة والإعلام، والدكتور محمد البلتاجى (حرية وعدالة) رئيساً للجنة الصحة، والمهندس سعد الحسينى (حرية وعدالة) رئيساً للجنة الخطة والموازنة، واللواء عباس مخيمر (حرية وعدالة) رئيساً للجنة الدفاع والأمن القومى، والدكتور أسامة ياسين (حرية وعدالة) رئيساً للجنة الشباب والرياضة. كما وافقت الهيئة على انتخاب محمد أنور عصمت السادات (الإصلاح والتنمية) رئيساً للجنة حقوق الإنسان، وترشيح المهندس صبرى عامر (حرية وعدالة) رئيساً للجنة النقل والمواصلات، والمهندس السيد نجيده (حرية وعدالة) رئيساً للجنة الصناعة والطاقة، والمهندس صابر عبد الصادق (حرية وعدالة) رئيساً للجنة الإدارة المحلية، وصابر أبو الفتوح (حرية وعدالة) رئيساً للجنة القوى العاملة، والمهندس إبراهيم أبو عوف (حرية وعدالة) رئيساً للجنة الإسكان، كما تمت الموافقة على الترشيحات التى سيقدمها حزب النور لرئاسة لجان الزراعة والتعليم والبحث العلمى والاقتراحات والشكاوى. ومن الأمور اللافتة خلال الجلسة الأولي للبرلمان .. خروج عشرات النواب المنتمين للتيار الإسلامى من قاعة مجلس الشعب فور سماع أذان الظهر، متجهين إلى المسجد لأداء الصلاة، وهو ما جعل عشرات المقاعد داخل المجلس خاوية ، ويشهد مسجد مجلس الشعب زحاما شديدا بسبب توافد عشرات النواب عليه، مما دفعهم لأن ينظموا صفوفا خارج ساحة المسجد لأداء صلاة الظهر. كما فوجئ الدكتور محمود السقا، رئيس الجلسة الافتتاحية لمجلس الشعب بأحد الأعضاء "الملتحين" يهاجمه بصوت عالٍ، بدون سبب مسبق، فرد عليه السقا قائلا: "لو سمحت اقعد مكانك.. والتزم الهدوء.. وأعتقد أن هذا الهدوء سيسبق العاصفة.. وبلاش صوتنا يعلى.. وعلى كل نائب الجلوس فى مكانه" لكن النائب واصل صوته العالى، حتى طلب منه النواب الجلوس، وتبين أنه كان يلوح بيده، بصوت عالٍ، بسبب جلوس أحد النواب مكانه، وكان يطلب من رئيس الجلسة أن يتدخل ليعيد له الكرسى، ويعد هذا المشهد، الأول من نوعه "كوميديا" فى مجلس الشعب الجديد ، وحين قام السقا ب"رن جرس المجلس" حتى يلتزم النواب الصمت، بعد ارتفاع صوتهم، قال لهم : "على فكرة الجرس ده صوته حلو قوى.. مكنتش أعرف انه كويس للدرجة دى". أيضاً من الأمور الغريبة غياب أحد النواب بسبب القبض عليه ، فقد ألقت الإدارة العامة لمباحث الجيزة القبض على فيصل الشيبانى عضو مجلس الشعب عن دائرة المنشأة وجرجا والعسيرات، مساء أمس الأحد، بمنطقة الهرم، لاتهامه بالتعدى على ضابطى شرطة وأمين شرطة ومجند، وإصابتهم بجروح متفرقة، كما تم ضبط المحامى الخاص به لحيازته بندقية آلية، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة للتحقيق. كما تقدم الدكتور عمرو حمزاوى و22 نائبا بطلب لرئيس مجلس الشعب للمطالبة بعقد جلسة عامة بعد انتهاء الجلسة الإجرائية، استنادا للمادة 269 للائحة الداخلية لمناقشة عدد من الموضوعات، منها محاكمة مبارك ورموز النظام السابق، وتشكيل لجنة تقصى حقائق لمحاسبة المسئولين عن أحداث مجلس الوزراء وماسبيرو ومحمد محمود، وتشكيل لجنة من مجلس الشعب للتفاوض مع المجلس العسكرى لتحديد جدول زمنى لتسليم السلطة، إنهاء حالة الطوارئ ووقف المحاكمات العسكرية. وقد احتشد المئات من أنصار حزبى الحرية والعدالة الذراع السياسى لجماعة الإخوان المسلمين والنور السلفى اليوم فى شارع مجلس الشعب لاستقبال وتأمين نواب برلمان الثورة، ورفع أنصار الحزبين أعلام مصر وأعلام حزبى الحرية والعدالة وأعلام مصر مكتوب عليها "أيها النائب تذكر.. حكمك ليس فوق حكم الله"، "أيها النائب تذكر أنت بخير مادامت مصر بخير"، " مصر أمانة وتضييعها خيانة" ، كما ررد المحتشدون هتافات: "أهم أهم أهم.. النواب الجدد أهم"، "الله أكبر ولله الحمد"، مرددين النشيد الوطنى. لكن أبرز ما حدث في جلسة اليوم كان خناقة عصام سلطان نائب حزب الوسط والذى رشح نفسه لرئاسة البرلمان، مع الدكتور محمود السقا ، وذلك بعد أن أراد "سلطان" تعريف النواب بنفسه كمرشح لرئاسة المجلس، ورفض السقا محتكما للائحة المجلس الداخلية والمادة 265 التى تنص على أنه لا جدال قبل انتخاب رئيس المجلس، لأن الجلسة مخصصة للإجراءات، ولا يجوز مناقشة أى موضوع يخرج عن ذلك ، وقرر "السقا" الاحتكام لرأى المجلس، وقررت الأغلبية فى المجلس الاتجاه لعملية التصويت مباشرة، وظل "سلطان" يطالب بتعريف نفسه للنواب فى دقيقتين وسط مشادات مؤسفة بين نواب حزب الوسط ورئيس المجلس الذى قال لهم "اسمعوا أستاذ القانون، وكفاية بقى لما اقولكم اتكلموا ابقوا اتكلموا ". جدير بالذكر أن هناك 350 نائبًا جديدًا يدخلون البرلمان لأول مرة، من إجمالى عدد نواب المجلس البالغ 498 (منتخبين)، بينما يوجد 148 عضوًا كانوا أعضاء فى دورات سابقة. ومن ناحية أخري ، افتتحت البورصة المصرية جلسة تداول اليوم، الاثنين، على ارتفاع جماعى فى مؤشراتها، تزامناً مع عقد أولى جلسات مجلس الشعب واقرأ ايضا: من هم العشرة المعينين ؟!