في الوقت الذي كان عبد الله عسل ينهي فيه دراسته لإدارة الأعمال في الولاياتالمتحدةالأمريكية العام الماضي، كان قد قرر بالفعل ما الفكرة التي يريد أن ينفذها في مصر بعد عودته. عسل الذي كان مهتماً طوال فترة دراسته هناك بمواقع التجارة الإلكترونية، كان مشغولاً بالطريقة التي يمكن بها نشر هذا النوع من المواقع الذي لا يحظى بشعبية في مصر، ووجد ضالته في نموذج مواقع (الشراء الجماعي)، التي ظهرت منذ عامين وحققت نجاحاً باهراً في العالم. اليوم عبد الله عسل في القاهرة على رأس فريق من المتخصصين في الإنترنت والأعمال والتجارة الإلكترونية، يستعدون لإطلاق (أوفرنا) Offerna، أول موقع مصري للشراء الجماعي عبر الإنترنت. يبدأ عبد الله عسل التعريف بفكرة موقع أوفرنا بالحديث سريعاً عن تطور مواقع التجارة الإلكترونية عبر الإنترنت، قائلا: "فكرة التجارة الإلكترونية بدأت في أمريكا في النصف الثاني من التسعينيات، بنموذجين أساسيين يمثلهما موقعا أمازون Amazon وإي باي e-bay، نموذج أمازون يمثل الشراء المباشر لآلاف الأنواع من البضائع والكتب والإلكترونيات وغيرها، وكأنك في متجر أو مركز تجاري ضخم، مع ميزة استعراض كل شيء والمقارنة في الأسعار والحصول على تخفيضات في بعض الأحيان، أما نموذج إي باي فيمثل مواقع مزادات الإنترنت التي أتاحت للمستخدمين البيع والشراء بأنفسهم على الموقع، والحصول على أفضل الأسعار للبائع والمشتري معاً". يضيف عسل قائلا "لاقى كل من أمازون وإي باي وغيرهما من المواقع المشابهة نجاحاً باهراً حتى عام 2007 تقريباً، عندما بدأ الإنترنت في التطور ناحية الاجتماعية وتمكين المستخدمين من صنع المحتوى ومشاركته عبر المواقع الاجتماعية أو ما يسمى ب Web 2.0، بعدها بدأ التفكير في استغلال هذه (الجماعية) في استخدام الإنترنت في التجارة الإلكترونية، وظهر موقع (جروبون) عام 2008 ليمثل التطور الطبيعي لمواقع التجارة الإلكترونية التي تستفيد من قوة المستخدمين الجماعية على الإنترنت، ومن هنا فكرت في نقل الفكرة إلى مصر ونستعد اليوم لإطلاقها للمستخدم المصري قريباً جدا". يشرح عسل فكرة "أوفرنا" وغيره من المواقع الشبيهة، بأنه موقع يقدم قيمة مضافة كبيرة لكل من المستخدم وصاحب السلعة أو الخدمة على السواء، فبالنسبة للمستخدم فهو سيحصل على سلعة أو خدمة بسعر مخفض للغاية، فقط إذا انضم إلى غيره ممن يريدون الحصول على نفس الشيء، أما بالنسبة لصاحب السلعة أو الخدمة فهي طريقة تسويق مميزة وفعالة جداً بالنسبة له، فبينما يدفع الكثير لتسويق سلعته عبر الطرق التقليدية، فهذه الطريقة توفر عليه الكثير وتضمن له كمية مضمونة من المبيعات والترويج في الوقت نفسه، وهو ما يعتقد عسل أنه سيناسب المستخدم المصري تماماً وسيغير فكرته عن مواقع التجارة الإلكترونية ويشجعه على الدفع عبر الإنترنت للحصول على تلك المزايا. تامر عادل مسؤول العمليات في أوفرنا والمتخصص في مجال التجارة الإلكترونية في مصر منذ 8 سنوات يتحدث عن التحديات الكبيرة التي تواجه موقع مثل أوفرنا، والتي يلخصها في بناء الثقة بين المستخدم المصري وبين فكرة الشراء عبر الإنترنت عموما، وبينه وبين الموقع خصوصاً، فتامر يرى أن المستخدم المصري لا يثق في عروض الإنترنت كما لا يثق في الدفع عن طريقه، وأي تقصير في تقديم خدمة مضمونة وآمنة له ستؤكد عنده تلك المخاوف وتجعله لا يثق مجددا في هذا الموقع أوغيره، كما سيراعي أوفرنا إتاحة أكثر من طريقة للدفع سواء عبر البطاقات الائتمانية بشكل آمن ومضمون تماماً عبر الإنترنت، أو عبر الدفع المباشر، مع وجود مزايا للدفع عبر الإنترنت ترجع إلى طبيعة الموقع التي تعتمد على دفع عدد معين من المستخدمين في وقت معين، وبالتالي فإن الدفع عبر الإنترنت يكون أسرع من الدفع النقدي المباشر. تامر يؤكد أيضاً على تنوع الصفقات التي يمكن للمستخدم الحصول عليها عبر أوفرنا، بداية من الأنشطة الجماعية مثل الرحلات والدورات الدراسية، إلى اشتراكات النوادي الصحية ومراكز التجميل وعروض الوجبات في المطاعم، إلى العروض على المنتجات المختلفة مثلا الملابس والإلكترونيات وأدوات التجميل وحتى تذاكر السينما المخفضة. ويتفق كل من تامر عادل وعبد الله عسل في أن وجود منافسين لموقعهم شيء إيجابي جداً ويدعو للتفاؤل، فأمام الجميع مهمة صعبة هي إقناع المستخدمين في مصر على الإقبال على هذا النوع الجديد من المواقع، كما أن السوق كبير بالفعل ويتحمل وجود مجموعة منافسين في وقت واحد، كما أكدا على ردود الفعل الإيجابية جداً من المستخدمين رغم عدم بدء الخدمة بعد بشكل رسمي، سواء عبر عدد المستخدمين الكبير الذي انضم للموقع أو عبر الرسائل والتفاعل على الشبكات الاجتماعية التي ترحب جميعها بالفكرة وتنتظر بدءها في أقرب وقت.